آخر الأخبار
 - منذ اندلاع الثورة في سوريا وحتى الآن ، نوفمبر 2012، طرحت مبادرات عديدة وبذلت جهود مختلفة لايجاد حل للازمة السورية ، التي تحولت الى ثورة مسلحة ..........

السبت, 03-نوفمبر-2012 - 10:33:33
مركز الإعلام التقدمي- جاسم محمد -

منذ اندلاع الثورة في سوريا وحتى الآن ، نوفمبر 2012، طرحت مبادرات عديدة وبذلت جهود مختلفة لايجاد حل للازمة السورية ، التي تحولت الى ثورة مسلحة ، تقاتل نظاما شموليا ، ونظراً لإستشعار الخطورة المحتملة للأزمة السورية على الأمن الاقليمي وعلى فرص الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط ، طرحت هنالك عدد من المبادرات والجهود الاقليمية والدولية .



لكن غابت عن المجتمع الدولي والامم المتحدة وحتى داخل اجتماعات الجمعية العامة و دول عدم الانحياز، اي حلول حقيقية على الارض ،لمساندة الشعب السوري امام جرائم نظام بشار الاسد . ونقلا عن صحيفة الفاينانشال تايمز في افتتاحيتها تقول : " ليست هناك حدود للقسوة التي لا يتورع بشار الأسد عن ممارستها بحق سوريا . فان حصيلة الحرب المشتعلة اكثر من 19شهرا زادت على 30 الف قتيل . وتسببت اعمال القتل والتدمير في تهجير أكثر من 1.5 مليون شخص داخل سوريا وأغرقت البلدان المجاورة بـ 300 الف لاجئ ، وهو رقم تقول الأمم المتحدة انه يمكن ان يتضاعف بحلول نهاية العام . ولا تلوح في الأفق نهاية للنزاع السوري بل انه قد يزداد تفاقما ".



المبادرة المصرية



لذا جائت المبادرة المصرية تاكيدا على ان الازمة السورية لها ابعاد اكثر من حدودها الجغرافية في المنطقة وتؤكد عودة الدبلوماسية المصرية في المنطقة ، ليعقد في القاهرة يوم 10سبتمبر 2012 اجتماع مجموعة الاتصال الخاصة بسوريا، التي تضم تركيا والسعودية وايران ومصر، على مستوى مساعدي وزراء الخارجية وبمشاركة المبعوث العربي والدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي بهدف الاعداد لاجتماع قمة رباعية بين الدول .


وقال بيان لوزارة الخارجية المصرية أن هذا الاجتماع يأتي تفعيلا للمبادرة الرباعية التي أطلقها الرئيس المصري محمد مرسى بشأن الأزمة السورية بمشاركة كل السعودية وتركيا وإيران والهادفة لمواجهة تدهور الأوضاع في سوريا ووضع حد لمعاناة الشعب السوري وإيقاف نزيف الدم من خلال إطلاق عملية سياسية تهدف لتحقيق تطلعات الشعب السورى في الحرية والكرامة والانتقال لمجتمع ديمقراطي تعددي .



ارتبط الاعلان الزمني لطرح المبادرة المصرية لحل الازمة السورية بمؤتمر حركة عدم الانحياز الذي عقد بالعاصمة الايرانية طهران اواخر شهر اغسطس 2012 ، والذي شاركت فيه مصر واعرب الرئيس المصري محمد مرسي عن معارضته لتدخل عسكري اجنبي في سوريا لكنه اكد ان على الرئيس السوري ان يرحل . بينما أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في 11 سبتمبر ، أن الرئيس محمود احمدي نجاد اقترح ضم دولتين إلى المبادرة المصرية ، بينها العراق ودولة أخرى لم يسمها. وأوضح صالحي أنه لا يمكن ذكر اسم الدولة الثانية لوجود بعض القضايا التي لم يكشف عن طبيعتها . لكن وسائل الاعلام الايرانية افادت بان ايران اقترحت ضم العراق وفنزويلا الى مجموعة الاتصال حول سورية التي بادرت الى تشكيلها مصر .


لكن في السابع عشر من سبتمبر2012 أي بعد يوم واحد فقط ، طرحت طهران ممثلة بوزير خارجيتها علي اكبر صالحي نقاطها كحل للازمة السورية والتي ممكن اعتبارها صفعة قوية لمبادرة الرئيس المصري التي تضمنت مايلي :


1 ـ وقف الاشتباكات بين اطراف الصراع.
2
ـ التأكيد على الحل السلمي للازمة من دون أي تدخل خارجي.
3
ـ وقف أي نوع من الدعم المالي والعسكري والتدريب للعناصر المسلحة المعارضة للحكومة السورية.
4
ـ اطلاق حوار بين الحكومة السورية والمعارضة.
5
ـ تشكيل لجنة مصالحة وطنية بمشاركة جميع الاحزاب.
6
ـ ارسال مراقبين من الدول المشاركة في اجتماع القاهرة للاشراف على عملية وقف العنف.
7
ـ التأكيد على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية والاراضي السورية.
8
ـ تقديم المساعدة لمسار اصلاحات جذرية وارساء الديمقراطية والحرية على اساس سوري- سوري.


سعي ايراني لانقاذ الاسد



سعت طهران منذ نشوب الأزمة في سوريا إلى إعلان دعمها لحليفها بشار الأسد، مرة عبر التصريحات التي يطلقها القادة الإيرانيون ، ومرة عبر تقديم مقترحات لحل الأزمة بين النظام والمعارضة عبر حوار بين الطرفين تستضيفه طهران ، ومرة عبر ممارسة الضغوط على حلفائها في المنطقة ، لدعم نظام الأسد، وحرصت على تأكيد دعمها له ، حتى انها ـ طهران ـ خرجت عن المألوف وقررت، على ما يبدو، النزول ميدانيا لمواجهة المعارضة السورية في الداخل والخارج من خلالها تواجدها العسكري والاستخباري بعد ان تزايدت فيه الضغوط على نظام الأسد واشتداد حبل الخناق ، مستغلة في ذلك التراخي الاميركي في المنطقة بسبب قرب الانتخابات الاميركية.




الموقف الاميركي



رغم دقة واهمية التوقيت الذي طرحت فيه المبادرة المصرية لكن الموقف الاميركي من المبادرة تمثل برفض عضوية ايران في اللجنة الرباعية كونها طرف في الصراع اكثر ما تكون جزء من الحل .


وعلقت صحيفة"واشنطن بوست" بعددها الصادر في 3 اكتوبر 2010 ،على موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرافض لاتخاذ إجراء عسكري ضد إيران مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الامريكية, قائلة إنه أحد الدعائم الرئيسية لفرص فوزه بفترة رئاسية ثانية.






وأوضح الكاتب سونر من الواشنطن بوست في تقريره الصادر في 5 اكتوبر 2010 قائلا : أن إدارة أوباما مترددة إزاء سوريا لعدة أسباب منها خشية العواقب غير المعروفة قبيل معركة الانتخابات الرئاسية الوشيكة وتعب الشعب الأميركي من الحروب .



وفي تطور لاحق ،أعلنت وزيرة الخارجية الباكستانية دعم بلادها للمبادرة الرباعية المصرية لحل الأزمة السورية، والتى سبق وأطلقها الرئيس محمد مرسى بمشاركة كل من السعودية وإيران وتركيا ومصر.
جاء ذلك خلال استقبال محمد عمرو وزير الخارجية اليوم الأربعاء، السيدة حنه ربانى خار وزيرة خارجية الباكستان التى خلال زيارتها لمصر في 31 اكتوبر2012 لتسليم الدعوة للسيد الرئيس للمشاركة فى قمة الدول النامية الثمانى.



اشتراك الحرس الثوري في سوريا



رأت مجلة فورين بوليسى في تقريرها الصادلر في 22 سبتمبر 2012 ، أن التضارب والغموض فى تصريحات القادة الإيرانيين بشأن الوجود العسكرى لبلادهم داخل سوريا ، يعكس اختلافات بين النخبة الإيرانية الحاكمة بخصوص الإستراتيجية التى يجب انتهاجها تجاه سوريا ، كما يمثل في الوقت نفسه تهديدًا ضمنيًا بأن إيران قادرة على استعراض عضلاتها العسكرية.
وأضافت المجلة الأمريكية : "على الرغم من أن المسئولين فى النظام الإيرانى باتوا أكثر، صراحة فيما يتعلق بإقرارهم بوجود حضور عسكرى لبلادهم على الأراضى السورية ، فإنهم يحرصون على إضفاء شىء من الغموض على طبيعة ذلك الوجود العسكرى ".





وكانت عدة اتهامات قد وجهت لإيران من دول غربية وجماعات معارضة سورية بتزويد القوات المسلحة


السورية بالسلاح والخبرة وسط تقارير غير مؤكدة عن وجود عسكري إيراني داخل سوريا.




اسلحة ايرانية عبر اجواء العراق



كشف تقرير استخباري غربي ـ تناولته الجزيرة نت في 20 سبتمبر 2012 ـ النقاب عن استخدام إيران طائراتٍ مدنية في نقل عسكريين وكميات كبيرة من الأسلحة إلى سوريا عبر الأجواء العراقية, لمساعدة بشار الاسد في مواجهة معارضيه.


وقال التقرير-الذي اطلعت رويترز على نسخة منه من مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة- إن الطائرات تطير من إيران إلى سوريا عبر العراق بشكل شبه يومي حاملة مجموعات من الحرس الثوري الايراني وعشرات الأطنان من الأسلحة لقوات الأمن السورية والمليشيات التي تقاتل المعارضة.


وتحدث التقرير عن طائرتين من طراز بوينغ 747, وقال إنهما تستخدمان في عمليات نقل الأسلحة, وكانتا ضمن 117 طائرة شملتها عقوبات فرضتها وزارة الخزانة الأميركية. وجاء في التقرير الذي بثته رويترز نقلا عن دبلوماسيين غربيين أنه جدير بالتصديق وأن إيران أبرمت اتفاقا مع العراق لاستخدام مجاله الجوي.



جاء ذلك بينما أوصت لجنة الخبراء في الأمم المتحدة بإضافة شركة الطيران الإيرانية "ياس إير" إلى القائمة السوداء الخاصة بالأمم المتحدة لمساعدتها طهران على التغلب على حظر السلاح الذي تفرضه المنظمة الدولية.


وكان مسؤولون أميركيون قد قالوا في وقت سابق من الشهر الجاري إنهم طلبوا إيضاحات من العراق بشأن الرحلات الجوية الإيرانية, وهدد السناتور الأميركي جون كيري بإعادة النظر في المعونة الأميركية لبغداد ما لم توقف مثل هذه الرحلات.وابدت اايران امتعاضها من تفتيش طائرات الشحن خلال هذا الاسبوع ، بعد قيام السلطات العراقية اجبار طائرتي شحن ايرانية في مطاراتها لغرض التفتيش.



نفي عراقي



لكن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ، نفى أن يكون عبور شحنات الأسلحة الإيرانية عبر المجال الجوي العراقي لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة المحتجين ضد نظامه؛ يتم بموافقة ودعم الحكومة العراقية. وأضاف زيباري، في مقابلة أجرتها معه كريستيان أمانبور على شبكة "سي إن إن" في 26 سبتمبر 2012 ، أن الحكومة العراقية أحجمت عن الاشتراك بأي حال من الأحوال في النزاع السوري القائم حاليا أو تسليح أي من الطرفين هناك .



وأكد زيباري أن الحكومة العراقية أرسلت العديد من الرسائل الواضحة إلى نظيرتها الإيرانية ، طالبتها فيها بعدم استخدام الأراضي أو المجال الجوي العراقيين في نقل الأسلحة إلى دمشق، لافتا إلى أن بغداد تعتزم اتخاذ بعض الإجراءات لوقف ذلك ، لكن لم يتم تحديدها بعد. ووصف زيباري العلاقة بين النظامين السوري والإيراني بأنها ممتدة إلى حد بعيد، وأن طهران باتت بمثابة حبل النجاة لنظام بشار الأسد، مؤكدا أن موقف بغداد في هذا الصدد ـ"منحاز إلى الشعب السوري وتطلعاته المشروعة نحو الحرية والديمقراطية ـ".





الخلاصة



المبادرة المصرية هي الاقرب



يبدو ان الرئيس المصري محمد مرسي بدأ يستعيد دور مصر القيادي في المنطقة ، وان عدم تورط مصر في الازمة السورية اي لا مع النظام ولا مع المعارضة وتحت اي شكل من اشكال التدخل، أعطى نسبة نجاح اكثر لهذه المبادرة خاصة انها جائت من قوة اقليمية مثل مصر . ويبدو انها افضل من المبادرات الدولية والاقليمية السابقة ، وهي الاكثر اعترافا بالحقائق الميدانية ، بعيدا عن التدخلات الدولية رغم راي المراقبون بان الازمة السورية لا يكتب لها النجاح بدون اشتراك اوساط دولية بشكل مباشر في اللجان والمبادرات .



اما تصريحات احمد نجاد في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة في 26 سبتمبر وما اعقبتها من تصريحات وزير خارجية ايران التي اقترح فيها صياغة مجموعة جديدة من 10 او 11 عضوا للعمل المشترك وانهاء الحرب في سوريا ، دون تحديد الاطراف يعتبر تجاهلا صريح لمبادرة الرئيس المصري محمد مرسي اما اصرار طهران لا شراك العراق وفنزويلا في اللجنة ، ماهو الا تاكيد بان النظام الايراني بات لا يرى الا انقاذ بشار الاسد .


وفي وسط انباء فشل المبادرة المصرية ، جاء نفي وزير الخارجية المصري محمد عمرو بفشل المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية.وأوضح في تصريح له يوم 21 أكتوبر 2012 ، تناولته صحيفة الوفد ،أن الاتصالات المصرية - السعودية في هذا الصدد مستمرة .وأوضح عمرو أن مصر حريصة علي عدم إراقة مزيد من الدماء في هذا البلد الشقيق بالوصول إلي حلول إيجابية سريعة، ودعم مهمة المبعوث العربي والأممي الأخضرالإبراهيمي. واشار إلى أن الوضع الإنساني في سوريا لم يعد مقبولاً, رافضاً التعليق علي انسحاب السعودية من المبادرة.




نجادة انقاذ ألنظام السوري



تسعى طهران للعمل بكل ما بوسعها لابقاء نظام بشار الاسد وتحاول اضفاء الصفة الشرعية لهذه المحاولات من خلال اشتراكها المباشر في لجان او اطراف المبادرات . أن ايران هي جزء من المشكلة السورية ، فكيف يمكن لها ان تكون جزأ من الحل ؟!


أن أدراج ايران ضمن مجموعة الاتصال والمبادرة يعني رفضا مسبقا ، من قبل المعارضة السورية لانها جزء من المشكلة ، لقد جائت المبادرة المصرية دقيقة وفي توقيت العقدة الاخيرة لحل المشكلة السورية لولا وجود ايران في اللجنة الرباعية .


أن وجود ايران في اللجان واطراف الاتصال يعني سعي ايران لتحقيق خرق او تسويفها لاي مبادرة تطرح اقليميا او دوليا ، ومن جانب اخر يحاول كل من طهران ونظام بشار الاسد كسب الوقت بايجاد المبادرات ، محاولة منهما لتنفس الصعداء في هذه المرحلة ، مرحلة تضيق الخناق على نظام الاسد . فبالتاكيد ستلعب أيران كل الادوار ، من اجل ابقاء بشار في الحكم وسوف لا تتردد من تسويف الجهود الدولية والاقليمية لحل الازمة ، التي لابد ان تضع نهاية الى النظام .



الحرس الثوري الايراني يشترك باللعبة السياسية



فلم تكن هي المرة الأولى التي تصدر تصريحات عن قادة الحرس الثوري الإيراني ، اللواء محمد علي الجعفري القائد الأعلى للحرس الثوري، يعترف بوجودهم في سوريريا . هذه التصريحات تؤكد التواجد والدعم العسكري لنظام بشار ، ولم تكن نتيجة قلة دراية او خطأ بقدار مايراد بها ارسال رسائل الى خصومها : بان ايران موجودة بقوتها داخل سوريا ، اما الاشارة الى وجود قوات الحرس الثوري الايراني وفيلق القدس في سوريا بالاضافة الى وجود حزب الله و ميليشيات عراقية مدربة ، يعني ان ايران تستخدم كل قوتها العسكرية والاستخبارية في ابقاء نظام الاسد ، وان الحرب سوف لاتكون حرب بجيش تقليدي وانما حرب مجموعات مسلحة وحرب شوارع واستنزاف ، مستغلة ارخاء الولايات المتحدة قبضتها في المنطقة في اعقاب انسحابها من العراق وقرب الانتخابات الاميركية واعصار ساندي الذي عطل الحياة في نييورك وبعض الولايات الاميركية الاخرى . وكان الرئيس الامريكي باراك أوباما قد ألغى حملته الانتخابية في 29 أكتوبر 2012 تحضيرا للانتخابات الرئاسية من أجل الاشراف على جهود الإنقاذ والتعامل مع الكارثة.وتقرر أن يستمر اغلاق مؤسسات الحكومتين الفيدرالية والمحلية في العاصمة واشنطن الى بضعة ايام ويقول مراسل بي بي سي لقطاع الأعمال في الولايات المتحدة، مارك غريغوري، إنه من المرجح أن تتراوح الخسائر الناجمة عن العاصفة بين 30 و40 مليار دولار، ما يجعل اعصار ساندي أحد أكثر الأعاصير
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS



جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)