آخر الأخبار
 - إريك هوبزباوم

الجمعة, 05-أكتوبر-2012 - 06:10:04
مركز الاعلام التقدمي- وكالات -

 مدافع عن الماركسية بشكل ملفت للانتباه، عايش أحرج اللحظات التاريخية في القرن الماضي، كالأزمة الاقتصادية العالمية، والحرب الكونية الثانية. "إريك هوبزباوم" يرحل عن عالمنا ولم يفقد الأمل في المثل والأفكار الماركسية. توفي الكاتب والمؤرخ الماركسي البريطاني إريك هوبزباوم عن سن تناهز الـ95 عاما.

ولد "هوبزباوم"، صاحب ثلاثية "القرن التاسع عشر الطويل" التي تعدّ أشهر أعماله، في محافظة الاسكندرية شمالي مصر عام 1917 لأبوين يهوديين. وقد درس بإحدى مدارس برلين في ألمانيا أثناء جمهورية فيمار، ولكنه رحل إلى بريطانيا عام 1933 تزامنا مع صعود نجم الزعيم النازي أودلف هتلر.

وكان الراحل عضوا بالحزب الشيوعي في بريطانيا منذ عام 1936 حتى انهياره في عام 1989 وكان يحاضر بجامعة كمبريدج البريطانية.

ولعب هوبزباوم دورا رئيسيا في المناقشات الأكاديمية والسياسية خلال حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية وخاصة فيما يتعلق بالحركة العمالية.

وعرف "هوبزباوم" بمؤلفه الموسوعي ذي الأربعة مجلدت "عصر الثورة"، عن تاريخ أوروبا في القرنين التاسع عشر والعشرين، والذي يؤرخ لأوروبا منذ الثورة الفرنسية وحتى سقوط الإتحاد السوفيتي، ويعرف عمله بالمرجع المحدد لتلك الفترة.

ويعدّ من أبرز وأكثر المؤرخين البريطانيين شهرة عبر التاريخ، ويعترف بإنجازه التاريخي من اليمين إلي اليسار، إذ يحصل هوبزباوم علي إجماع واسع على قيمة أعماله التاريخية بغض النظر عن النقد الموجه للنظرية الماركسية التي نالها ما نالها من نقد.

ولم يتوقف عن الكتابة حتى قبل وفاته بقليل، فأصدر وهو في سن الرابعة والتسعين كتابا بعنوان "كيف تغير العالم" عام 2011، وهو دفاع عن الماركسية التي اعتبر أنها لازالت وثيقة الصلة بعصرنا خاصة بعد الأزمة المالية العالمية وانهيار البنوك الكبرى في أوروبا والولايات المتحدة، وهو ما عدّه علامة فشل للرأسمالية.

عاش هوبزباوم، الذي تسبب خطأ من موظفي سجلات الولادة في تحويل اسمه هو أوبستباوم إلى هوبزباوم، طفولته بين فيينا وبرلين، وأصبح يتيماً في عمر الرابعة عشر.

ورحل إلى بريطانيا عام 1933 مع صعود نجم النازي هتلر واضطهاده لليهود، والتحق بكلية "كينغز" بكامبريدج وحصل على الدكتوراه في التاريخ، وخدم مع الجيش البريطاني في الحرب العالمية الثانية.

تزوج هوزباوم مرتين وأنجب طفلين من زوجته الثانية، وكان عضواً بالحزب الشيوعي ببريطانيا وحتى انهياره، وكان جزءاً من مجموعة المؤرخين الماركسيين.

وعيّن كمحاضر عام 1947 بكلية "بيربيك" بلندن، مقضّياً معظم حياته الأكاديمية بها، حتى عين رئيساً لها، ومن أقواله الأخيرة أنه عاش خلال الظروف الأكثر استثنائية ومأساوية في التاريخ، واعترف في أواخر حياته بفشل اشتراكية القرن العشرين ولكنه قال إنه لم يفقد الأمل في المثل والأفكار الماركسية.

ويقول هوبزباوم إنه عاش في ما يعتقد أنه "أفضل القرون وأسوأها في آن معا في تاريخ الإنسانية".

وقال زعيم حزب العمال البريطاني إيد ميليباند" إن هوبزباوم ، كان مؤرخا عظيما، ومتحمسا لنظرياته السياسية، وصديقا رائعا لعائلته". وأضاف: "لقد أرخ في كتبه لمئات السنوات من تاريخ بريطانيا، لتكون متاحة لمئات الآلاف من القراء. لقد نجح في إخراج التاريخ من برجه العاجي ليكون موجودا بين الناس".

وقد وصفه المؤرخ "ديفيد كوت" David Caute في 2002، بأنه ربما كان "أعظم مؤرّخ على قيد الحياة.. لا في بريطانيا وحدها، بل في العالم". وفي عام 2003 مُنح جائزة بالزان Balzan للتاريخ الأوروبي منذ عام 1900، لا سيما "على تحليله الرائع للتاريخ المؤلم لأوروبا في القرن العشرين، وقدرته على المزاوجة بين عمق البحث التاريخي والموهبة الأدبية الكبرى".

في مقدمة كتابه "عصر مثير" الصادر عن دار المدى يكتب : " تعتبر السيرة الذاتية للمؤرخ "رجلا كان أم امرأة" جزءا هاما من بنية عمله. وإلى جانب الإيمان بالعقل والفارق المميز بين الحقيقة والخيال، فان الوعي بالذات، أي الوقوف داخل الجسد وخارجه، يعتبر مهارة ضرورية للمشاركين في اللعبة في التاريخ والعلوم الاجتماعية كليهما، خصوصا بالنسبة لمؤرخ، مثلي، اختار موضوعاته بشكل غريزي واتفاقي، لكن انتهى به الأمر إلى جمعها معا في شكل متلاحم ومتسق.

قد يركز مؤرخون آخرون في اهتماماتهم على الجوانب الأكثر حرفية من كتابي. لكن آمل أن يقرأ غيرهم الكتاب كمدخل تمهيدي لأكثر القرون الاستثنائية روعة وفرادة في تاريخ الجنس البشري من خلال رحلة إنسان واحد لا يمكن لحياته أن تحدث في أي قرن آخر."



أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)