آخر الأخبار
 - الوسواس القهري

السبت, 04-أغسطس-2012 - 04:51:33
مركز الاعلام التقدمي- تحقيق/ أمل الجندي - أسماء البزاز -

الجبري:
ثق بأنك على حقٍ وصواب فلن يحاسبكم الله على ما استكرهتم به

خميس: الوسواس حالة مرضية سلوكية شاذة بصورة هواجس ووساوس يصعب الإقلاع عنها أنياً
المصابون: تفتك بنا الوساوس والتصورات وتشعرنا بالعجز والدونية.

قل كذا وكذا، سب هذا وأشتم ذاك.. سيحدث لك الآن شيئاً إن لم تعمل هذا الشيء، أنت لست طاهراً أعد الوضوء .. أنت لست فيك مؤمناً فمصيرك إلى النار فلا تتعب نفسك في العبادة والذكر، عقيدتك فيها وفيها وأنت فيك وفيك.. هكذا في قرارة أنفسهم هم يعانون كحرب داخلية تدور في ذواتهم فيقاومونها ويرفضونها وما بين هذا وذاك يرضخون استجابة لتلك التصورات والوساوس القهرية حتى تعتريهم بعدها نوبة من الألم والتأنيب والبكاء: لم قلنا ذلك لم فعلناه هل نحن أناس مرضى أم ينقصنا شيء عن الناس أم هذا هو قدرنا.... !!

 وتزيد مع السنين
أنا إنسان مرموق لي وظيفتي ومكانتي بين الناس والمجتمع ولكني كثير الوسواس والشكوك حتى في صلاتي فلا أصلي أي فرض إلا وأعدت الوضوء له عدة مرات فتارة أشك بطهارة السجادة وتارة أخرى بطهارة ملابسي وأحياناً أشط بأنني نسيت أن أغسل يدي فما أن يلمسني شخص حتى أشك بطهارته فأخلع القميص وأرتدي غيره وهكذا في عملي أصبح يوتر عليً هذا الأمر وكثيراً ما يتعبني، أريد أن أقلع عن هذه الوساوس ولكن هذا ليس بيدي فما العمل؟

مضيفاً هذه كانت مشكلة سليم الياور – موظف في إحدى الشركات الخاصة فأنا على هذا الحال منذ أكثر من ست سنوات وما من سنة تمر حتى تزداد تلك الوساوس أكثر فأكثر.

دمر حياتنا الزوجية
أما أم وسام – ربة منزل وأم لأربعة أبناء تقول هي الأخرى عن زوجها: زوجي يعاني من هذه الوساوس بشكل غير معقول، وساوس متكررة ودائمة دمرت حياتنا الزوجية وجعلتها جحيماً لا يطاق، تصوروا يشك بي وبأخلاقي ويقول بأنني امرأة خائنة لا أمان لي ولهذا فهو لا يداوم في وظيفته إلا بعض الوقت ويعود مبكراً بحجة مراقبتي والتأكد من مكوثي في المنزل مضيفة: وإذا عاد يفتش حقيبتي وموبايلي وأغراضي ثم يُحلف أولاده من الذي خرج اليوم ومن الذي دخل وهكذا! وما إن تصدر مني أفعال بحسن نية إلا إنه يفسرها على هواه قائلاً: أنت تقصدين كذا وتفعلين من أجل كذا ويشهد الله إنها كلها شكوك وظنون وإتهامات باطلة ولكني لا أعتبره إلا إنسان مريض وأصبر عليه آملة المثوبة والأجر من الله!! ولكن ما يهز في نفسي ويثير من تحيري لماذا هذه الوساوس لا تأتيه إلا عني أنا فإذا كان مريض فمرضه مع الكل لست وحدي أنا!

من المغضوب عليهم
وهذا ما تعانية فاطمة 31 عاماً تقول: لي أكثر من 12 عام وأنا أعاني من الوسواس القهري .. الذي في الحقيقة فتك بي وزعزع حياتي فليته كان وسواساً في أي من الأشياء أو الأمور الدنيوية .. ليته كان عن نفسي أو عن الناس بل الجريمة والذنب الأعظم إنه وسواساً في الأمور العقائدية فكلما حاولت أن أتخلص من تلك الوساوس يزداد تعمقاً في نفسي فأظن أني من أولئك المغضوب عليهم وأنني كافرة ملحدة استحق القتل، لدرجة وصلت إلى التفكير في قتل نفسي لأنني حقاً أتألم عندما تدور في مخيلتي تلك التصورات والأقوال الجريئة في العقائد الدينية والذات الإلهية فما موقفي أغيثوني وأجيبوني في ذلك هل أنا مريض؟ مع أني امرأة ناضجة جداً في عملي وفي حياتي العملية والعلمية وعلاقتي مع الناس وفي علاقتي الزوجية والأسرية؟ أم أنني من المغضوب عليهم ممن حرموا من رضا الله وجنته أجيبوني؟

تصورات قتلتهم
أما عبد الخالق خميس- أستاذ مشارك في علاج الطب النفسي جامعة صنعاء فهو يقول: إن هذا المرض يعد من حالة سلوكية شاذة تستحوذ الفرد بفكرة أو خاطرة أو صورة وساوس وهواجس غير مرغوبة يجد الفرد فيها نفسه مندفعا لتحقيقها وملازمة تكرارها ليجد تدريجيا صعوبة بالغة في الإقلاع عنها رغم إدراكه العقلي والنفسي بغرابة وتفاهة ذلك أو فداحة قوله وتصرفه.

وأضاف خميس أن هذا المرض يظهر على صورتين أساسيتين أولهما: الوساوس ( الهواجس) ويعني تسلط فكرة على الشخص وتتكرر بشكل دوري دون أن يحصل فيها أي تغيير أو تعديل وتكون استحواذية تأتيه بصورة قسرية أو قهرية على الرغم من رفضه ومقاومته الداخلية لها تأخذ صورا عدة ذات طابع عاطفي أو عدواني أو أخلاقي أو رغبات جامحة تتردد عليه بين لحظة وأخرى قد تحرضه أحيانا للقتل أو إلقاء نفسه من أي مرتفع أو أن الآخرون ينظرون إليه نظرة غريبة وهكذا.

واسترسل خميس حديثه قائلا: والصورة الثانية هي عن طريق  السلوك القهري وهو الأفعال القهرية أو الطقوس الحركية التي يجد الفرد  فيها نفسه مدفوعا للقيام بها كغسل يديه عدة مرات – المراجعة المتكررة لإغلاق الأبواب – التجرؤ بالقيام بأعمال غير مقبولة تحت تصورات خيالية وهمية  تسبب لصاحبها الإحباط والشعور بالفشل والدونية

صوره وعلاجه هو...
ومن جهته يقول رئيس الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف الشيخ جبري إبراهيم جبري: إن هذا النوع من الوسواس يأتي بصورة عدة كاعتقاد حدوث أشياء أو وساوس بالطهارة أو تخيلات قهرية أو اعتقادات خاطئة والعياذ بالله بالذات الإلهية والأمور العقائدية وظن المرأة أنها ناقصة وإعتقاده بأنه رجل ناقص وغيرها من الاعتقادات الباطلة والقهرية التي يشعر من خلالها الإنسان وكأنه في صراع داخلي لن يرتاح إلا إذا قام وفعلها ليشعر بعدها بالألم وفداحة الخطأ حسب ما قام به جاهداً في أن تبتعد عنه تلك الوساوس فلا يستطيع الإقلاع عن ذلك.

وأوضح جبري أنه قد يكون هذا مرض فأهل الطب وذوي الاختصاص هم أعلم بتشخيصه وتحديد طرق علاجه ولهذا فعلى الإنسان الذي يشكو من هذا النوع من الوسواس عرض نفسه على طبيب وعالم بحيث تكون بإذن الله وسيلة العلاج مشتركة بين الأطباء الخطباء لتشخيص الحالة القهرية بوقت سريع وبجهد أقل ولا ينفع الشخص المعني التداوي عن مرضه بحجة انه إنسان مرموق وله مكانة إجتماعية كبيرة في البلاد فهو يخشى إن تحدث أو صرح أن يؤثر ذلك على مكانته وسمعته بل العكس فهو بخوفه ذلك وتداريه سيفاقم من حجم المشكلة لديه ويؤثر سلباً على حالته لأنه يعيش في صراع نفسي لا يعلم مداه ولا منتهاه.

ولكني أبعث إليهم من اليقين والاطمئنان أن يثقوا بأنفسهم أنهم على الحق والإيمان وهذه الوساوس لن تؤثر عليهم شيئاً في ذلك وأن يتقوا بأن ربهم لن يحاسبهم على ذلك، وذلك لقوله تعالى " لله ما في السموات والأرض إن تبو ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكان الله غفوراً رحيماً " لما نزلت هذه الآية شق على الصحابة وأثارت قلقهم قالوا يا رسول الله حتى ما يدور في أنفسنا يحاسبنا به الله! فنزلت بعدها الآية التي تقول " لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت " أي ما اكتسبته من أعمال آثمة أو خيرة فالدين دين يسر وليس دين عسر ومشقة ولهذا لا تكترث بتلك الوساوس فأنت إنسان صالح على الحق بإذن الله تعالى.


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
التعليقات
أمة العليم (ضيف)
04-08-2012
اللهم نجنا من الوساوس والأمراض القهرية\\



جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)