آخر الأخبار
الاثنين, 30-يوليو-2012 - 20:13:32
 - إن كنتُ سأفكر بعقلك أصبحُ أنـــت.. وإن كنتَ ستفكر بعقلي أصبحتَ أنـــا، وستدخن مثلي، وتدمن السهر، وترتكب كل أخطائي.. غير أن استقلال كل منا بذاته وأفكاره وخياراته هو الحريـــــة التي تحفز فينا رغبة التمايز الابداعي!!
رغم إن بعض الشعوب استلهمت المعنى التحرري مبكراً، وفجرت الثورات ضد القوى الاستعمارية أو الأنظمة الدكتاتورية، إلاّ أنها غالباً ما كانت تفقد حريتها مجدداً بالتغيير لأنها كانت تفتقر للآليات التي تحفظ لها حرياتها، وتكفل حقوق ممارستها! مركز الاعلام التقدمي- بقلم: نزار العبادي# -


إن كنتُ سأفكر بعقلك أصبحُ أنـــت.. وإن كنتَ ستفكر بعقلي أصبحتَ أنـــا، وستدخن مثلي، وتدمن السهر، وترتكب كل أخطائي.. غير أن استقلال كل منا بذاته وأفكاره وخياراته هو الحريـــــة التي تحفز فينا رغبة التمايز الابداعي!!

رغم إن بعض الشعوب استلهمت المعنى التحرري مبكراً، وفجرت الثورات ضد القوى الاستعمارية أو الأنظمة الدكتاتورية، إلاّ أنها غالباً ما كانت تفقد حريتها مجدداً بالتغيير لأنها كانت تفتقر للآليات التي تحفظ لها حرياتها، وتكفل حقوق ممارستها!

وحتى عندما إهتدت للوسائل، مارست الحرية بسلوك فوضوي, لأن هذه الحرية ظلت تفتقر للحماية القانونية المستمدة من القيم الأخلاقية والانسانية والوطنية للمجتمع، والتي ينبغي أن تأتي قرينة مؤسسات تنفيذية قادرة على فرض هذه القوانين أو الحدود.. فحتى في أكثر بلدان العالم تحرراً لا يوجد شيء اسمه "حرية سقفها السماء"!

قدرة الشعوب على ممارسة حريات ناضجة منحها استقراراً داخلياً، وعزز اقتصادياتها، وأطلق أمامها فضاءً واسعاً للتنافس، والابتكار، وبناء التكتلات المدنية المختلفة التي تتسابق على تنمية الحياة الانسانية الكريمة!!

لكن في تجارب شعوب أخرى هيمن السلوك الدكتاتوري على قيادة الأحزاب، ومؤسسات المجتمع المدني، ومختلف الممارسات التي تقام تحت عناوين تحررية.. بل وتحولت الحريات إلى أدوات إباحية للقانون والمؤسسات التنفيذية ذات العلاقة، وبلغت الخروقات حد انتهاك السيادة الوطنية!!

ومثل ذلك يحدث جراء غياب التدرج المرحلي في الانفتاح الذي ينمي الثقافة التحررية الناضجة، بجانب إطلاق حريات واسعة قبل استكمال البناء الموسسي للدولة الذي يكفل الحماية للممارسات التحررية، فتعززت قوة الأطراف السياسية والمدنية غير الحكومية على حساب قوة المؤسسة القانونية والقضائية للدولة!

وبالتالي فإن الجهل بالقيمة الأخلاقية والانسانية للحريــــــــة حولها إلى أداة إباحية للانتهاكات الحقوقية للمواطنين، وأعمال التخريب، والقتل.. بل أنها صارت عنواناً لفتاوى تشرع لحق "احتلال ونهب المعسكرات والمؤسسات العامة للدولة"، وحق "شن الحرب على القوات المسلحة للدولة والمراكز الأمنية".. وحق "القذف العلني" للشخاص، وتشويه السمعة، دون الحاجة لأدلة اثباتية!

أي أن الأنظمة الدكتاتورية صادرت على الشعوب ممارساتها الحقوقية، لكن الحريـــة غير المنضبطة أباحت ممتلكاتها، وأعراضها، وأرواحها، وقيمها الأخلاقية، وسيادتها الوطنيـــة!!!


* مدير مركز الاعلام التقدمي
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)