آخر الأخبار
 - ان المتابع للمشهد السياسي العراقي خلال  الفترة الماضية يستطيع ان يقرأ في سطور الوضع العراقي وعلاقته بدول الجوار الهدف من اختيار القاعدة لهذا التوقيت.
فالهجمات الاخيرة للقاعدة التي راح ضحيتها 111 شهيد ومئات الجرحى خلال يوم واحد عن طريق سلسلة من الانفجارات هزت مناطق مختلفة من العراق تعتبر

السبت, 28-يوليو-2012 - 20:20:50
مركز الاعلام التقدمي- بقلم: ياسر العبادي -
ان المتابع للمشهد السياسي العراقي خلال  الفترة الماضية يستطيع ان يقرأ في سطور الوضع العراقي وعلاقته بدول الجوار الهدف من اختيار القاعدة لهذا التوقيت.

فالهجمات الاخيرة للقاعدة التي راح ضحيتها 111 شهيد ومئات الجرحى خلال يوم واحد عن طريق سلسلة من الانفجارات هزت مناطق مختلفة من العراق تعتبر هي الاعنف منذ عامين ، فالسؤال الذي يضع نفسه هنا لماذا اختارات القاعدة هذا التوقيت لتصعد من هجماتها وتعلن لعناصرها ضرورة العودة للعراق لبناء الدولة الاسلامية على حد قولهم؟

فالمتابع للمشهد السياسي العراقي سيلاحظ ان هناك اربعة اسباب رئيسية دفعت القاعدة الى العودة للعراق رغم انكسار شوكتها، وانحسار اعمالها خلال العامين الماضيين، لعل ابرز هذه الاسباب هو التوتر الحاصل بين العراق وسوريا، فالحكومة العراقية خلال الفترة الماضية استدعت السفير السوري في العراق في اكثر من مناسبة مطالبتا نظام بشار بالاستجابة لمطالب الشعب والقيام بإصلاحات من اجل ايقاف الدم السوري، ليأتي الرد السوري بالرفض لتلقي اية اوامر من الخارج، نتج عنه اعلان حكومة المالكي فتح الحدود العراقية امام اللاجئين السوريين، فما الذي يعنيه فتح الحدود العراقية امام السوريين من وجهة نظر النظام السوري؟، معنى هذا اعتراف حكومة العراق بحركة التغيير في سوريا وتأييده للجيش الحر، فبعد الاعلان عن فتح الحدود العراقية امام اللاجئين السوريين بفترة فصيرة حدثت سلسلة من التفجيرات التي كانت بمثابة الرد السوري على هذا القرار، ليس هذا فقط فقبل يوم واحد من احداث العراق صعد الجيش السوري أعماله في مناطق مختلفة من سوريا مرتكبا العديد من المجازر بحق الشعب السوري، فظهور القاعدة في العراق وارتفاع وتيرة اعمالها بالتزامن مع مجازر سوريا يهدف الى تشتيت الاعلام.
 
ولفت انتباهه عما يدور في سوريا وتسليط الضوء على العراق، من جانب اخر ماذا سيستفيد العراق في حال سقوط نظام بشار؟، منذ سقوط العراق عام 2003م الى اليوم كانت سوريا من اكثر الدول تدخلا في الشئون العراقية، حيث يعتبر نظام بشار من اكبر الداعمين للقاعدة في العراق فسقوط نظام بشار يعني تقليص نشاط القاعدة باعتبار ان اكبر داعميها قد انتهى، ليس هذا فقط فالعراق يعتبر حليف الولايات المتحدة الامريكية فسقوط نظام بشار يعني فقدان ايران لذراعها الايمن دون ان تتكبد الولايات المتحدة اية خسائر.

السبب الثاني الذي دفع القاعدة الى العودة للعراق هو رغبة بعض دول الخليج في عودة الحرب الطائفية الى العراق، فالقاعدة بعد ان اعلنت عن تبنيها للأعمال الدامية الاخيرة في العراق ركزت في خطابها على دعوة عناصرها في جميع انحاء العالم بالعودة الى العراق لانهم يحظون بدعم سني على حد قولها مركزه هجماتها على مناطق ذات اغلبيه شيعية في محاولة لإشعال نار الفتنه التي انطفأت منذ عام 2006م، فبعض دول الخليج تهدف من خلال اشعال الفتنه في العراق الى ابقاء هذا البلد في حالة صراع دائم وتخلف لا تريد دول الخليج ان يعود العراق الى واجهة العالم فبلد كالعراق غني بالموارد يستطيع ان يعود بسرعة الى واجهة العالم اذا شهد استقرار داخلي، فإبقائه في حالة صراع كفيل بعزلة عن العالم الخارجي، بالإضافة الى ان المنطقة تشهد صراع سني شيعي فبلد كالعراق غالبية سكانه من الشيعة في حالة استقراره سيقلق امن الدول المجاورة كالمملكة العربية السعودية والبحرين وكذلك الكويت في حال قرر دعم حركات التغيير الشيعية داخل هذه الدول، فإبقاء العراق منشغل بوضعة الداخلي يكفل لبعض دول الخليج استقرار نسبي.

الهدف الثالث من عودة القاعدة للعراق هو الخلافات السائدة خلال الاسابيع الماضية داخل الحكومة العراقية بين المالكي وحلفاءه واياد علاوي وحلفاءه في محاولة لسحب الثقة من المالكي، فالمالكي بعد ان شعر بتراجع شعبيته نادى بضرورة القيام بإصلاحات في جميع مرافق الدولة وفعلا بدأت الرغبة واضحة من حكومة المالكي في القيام بإصلاحات، فالورقة الوحيدة لعلاوي وحلفاءه هي عودة الفوضى لان في حالة نجاح المالكي بالقيام بإصلاحات كفيلة بعودة شعبيته وهذا لا يخدم علاوي وحلفاءه، فعودة الفوضى للعراق من خلال القاعدة كفيلة بإيقاف حكومة المالكي عن برنامجها وبالتالي الفوضى ستزيد الضغوط على حكومة المالكي وستجعله يخسر معركة كسب النقاط امام علاوي بسبب عدم قدرة حكومته على توفير الأمن.

السبب الرابع لعودة القاعدة للعراق هو ان القاعدة وجدت في العراق بيئة خصبة للقيام بنشاطها فالقاعدة اصبحت ورقة تجارية تنتشر في أي بلد من شأنه ان يجلب لها دعم مالي للقيام بأعمالها لأننا كما نعلم ان القاعدة تحتاج لمبالغ كبيرة لتزاول اعمالها فتضارب مصالح دول الجوار وكذلك الاوضاع الداخلية جعلت القاعدة تفكر في العودة للعراق لان هناك داعم سوري وداعم خليجي وداعم داخلي فما الذي يمنع القاعدة من العودة وكل شيء مهيئ .

خلاصة القول ان القاعدة لم تمت في العراق وانما خف نشاطها خلال السنوات الماضية بسبب هدوء الاوضاع مع دول الجوار فالقاعدة مازالت منتشرة داخل العراق ولم يتم لقضاء عليها بعد  فمتى ما سخنت الاجواء مع دول الجوار سنلاحظ نشاط للقاعدة كما حدث قبل ايام وقد يكون اسوء من ذلك.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)