آخر الأخبار
 - القاعدة في اليمن

الجمعة, 27-يوليو-2012 - 01:13:27
مركز الاعلام التقدمي- متابعات -
تواجه الحكومة اليمنية عقبات في حربها المعلوماتية والمخابراتية على خلايا تنظيم القاعدة المنتشرة في أكثر المحافظات؛ ففي مقابل الانتصارات السهلة للجيش في دحر المعاقل الرئيسة للتنظيم في محافظتي أبين وشبوة والضربات الجوية التي كبدت التنظيم خسائر فادحة في صفوفه القيادية،بدت النجاحات في المسرح المخابراتي متخلفة كلياً بعدما عجزت صنعاء عن كبح هجمات التنظيم التي ركزها هذه المرة على المؤسستين العسكرية والأمنية .

ويتصدر ضعف القدرات المخابراتية اهتمامات المسؤولين اليمنيين وكذلك المبعوثين الدوليين الذين أداروا خلال الفترة الماضية سلسلة مباحثات مع المسؤولين في الحكومة سعيا إلى تعزيز قدرات الحكومة في هذا الجانب،الذي يعده حلفاء اليمن في الحرب على الإرهاب حيوياً ومهماً، خصوصاً في هذه المرحلة التي قرر فيها التنظيم الانتقال من مربع الحرب المباشرة إلى حرب العصابات .

ويقر المسؤولون اليمنيون بأن تشديد إجراءات الأمن ورفع الجاهزية العسكرية والأمنية في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات لصد هجمات مسلحي “القاعدة” لم يخل من اختراقات لبعض خلايا التنظيم،التي عاودت هجماتها مطلع الأسبوع الجاري في محافظة حضرموت، حيث نجا قائد عسكري كبير من محاولة اغتيال أدت إلى إصابته، وكذلك في عدن حيث أجهضت أجهزة الأمن محاولة تفجير إرهابي استهدفت تدمير مبنى فرع جهاز الأمن السياسي (المخابرات) .

وجاء الهجومان بعد ساعات من كشف صنعاء مخططا لشن هجمات إرهابية قالت إن خلايا سرية للقاعدة تستعد من خلاله لضرب أهداف عسكرية وأمنية من طريق انتحاريين متنكرين ببزات عسكرية، كما شأن الهجمات الأخيرة التي استهدفت مراكز عسكرية وأمنية انتقاماً من قوات الجيش التي دمرت أكثر معاقل التنظيم في محافظة أبين الجنوبية .

ووضعت هذه الهجمات صنعاء وكذلك المجتمع الدولي الداعم لها في حربها على الإرهاب، أمام تحد كبير وسط نقاشات ورؤى متباينة في شأن الدعم الدولي المطلوب لتأهيل اليمن في الجانب المعلوماتي والمخابراتي، ومدى قدرته على إحراز نجاحات في هذا الجانب خصوصا بعدما أفلحت القوات العسكرية في تدمير المعاقل الظاهرة للتنظيم ومعسكراته وترسانته؛ في حين ظلت خلاياه النائمة بعيدة عن مرمى نيران الجيش واستمرت في نشاطها في جمع التمويلات وشن الهجمات المباغتة .

ويقول المسؤولون اليمنيون إن الجهود المخابراتية في الفترة الماضية أسفرت عن ضبط أجهزة الأمن العديد من الخلايا النائمة للتنظيم في العاصمة وبعض المحافظات، ساعدها في ذلك المعلومات توصلت إليها أجهزة الأمن من بعض المطلوبين، والتي قالت صنعاء إنها كانت تخطط لشن هجمات على أهداف يمنية وغربية وإحباط العديد من مخططاتها .

لكن صنعاء تؤكد أن التهديد لا يزال قائما في عشرات الخلايا النائمة التي تمارس نشاطها بعيداً عن أذرع أجهزة الأمن في محافظات عدة، ويعتقد أنها المسؤولة عن أكثر الهجمات الإرهابية والانتحارية الأخيرة خصوصاً أن التنظيم كان هدد بنشر مسلحيه في سائر المدن اليمنية لنقل المعركة مع الحكومة إلى المحافظات في مسعى لتشتيت الحملة واسعة النطاق التي شنتها صنعاء بالتعاون مع واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي لاجتثاث بؤر التنظيم الأصولي في اليمن .

وشرعت الحكومة اليمنية في رفع مظاهر التأهب الأمني في صفوف قواتها وأجزتها الأمنية لمواجهة أكثر مخططات القاعدة خطورة قالت صنعاء إنها تستهدف شن هجمات على مراكز عسكرية وأمنية من طريق انتحاريين متنكرين ببزات عسكرية .

وتحاول صنعاء، بدعم أوروبي وأمريكي، مواجهة خطر القاعدة بوسائل عسكرية وميدانية سعيا إلى تدمير قدرات التنظيم الذي يحاول بضراوة فتح جبهات حرب جديدة في مناطق متفرقة، غير أن خبراء في شؤون التنظيم الأصولي يرون أن قدراتها على المواجهة تضعف كثيراً في الجانب المخابراتي في مقابل تطور في الأدوات والتكتيك لدى قادة التنظيم الأصولي الذين يخوضون معركة استنزاف طويلة المدى مع الحكومة استنادا إلى التهديدات التي أطلقها قادته في وقت سابق بإعلانهم خوض حرب عصابات وشن هجمات مباغتة ضد أهداف يمنية وغربية .

يشار إلى النجاح الذي حققته أجهزة الأمن اليمنية في تفكيك بعض خلايا القاعدة والتقليل من هجماتها في العاصمة أخفق كثيراً في مناطق أخرى إذ وجد التنظيم ثغرات في حضرموت حيث نفذ محاولة اغتيال استهدفت قائد اللواء 190 دفاع جوي التابع للمنطقة العسكرية الشرقية بعبوة ناسفة، ما أدى إلى إصابته فضلاً عن هجومه الفاشل على فرع جهاز المخابرات في عدن .

ويؤكد الخبراء أن حصول هجمات فاشلة أو ناجحة في غير منطقة يمنية يحمل دلالة قوية على أن التنظيم لا يزال قادراً على اختراق مناطق الحزام الأمني ما يجعل من إمكان ارتفاع وتيرة الهجمات أمراً وارداً .
عن: "الخليج الإماراتية"
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)