آخر الأخبار
 - فوضى اليمن

الأربعاء, 25-يوليو-2012 - 15:58:27
مركز الإعلام التقدمي- تحقيق/ أمل عبده قائد - أسماء حيدر -

الصبري: لنبدأ صفحة جديدة نحيي في سطورها ثقافة الحب والسلام
خميس: رمضان مخرج نفسي للإنسان من كل الأزمات.
عقبات: الاعلام الرمضاني لابد من أن يوافق المرحلة الآنية بجو من التسامح والروحانية


مرت بلادنا بأحداث شكلت تغيرات ملحوظة على واقعها وأسهمت في خلق تكتلات سياسية جديدة وأحزاب ناشئة متعددة ومن لم ينظم الى حزب له توجه سياسي معين يؤمن بأحقيته ويرفض ما سواه وبين هذا وذاك هناك من يؤمن بالديمقراطية والتعددية الحزبية بقلب كبير وبصدر رحب تحت سقف الوطنية، بعيداً عن أولئك الذين اتخذوها منبراً للعداء ووسيلة للانتقام وأمام كل تلك الانقسامات المتعددة سياسياً انبعثقت روحانية هذا الشهر الفضيل، وبخصوصيته ونواميسه وأجوائه بل بعاداته وتقاليده المنوطة بهذا الشعب شكل عرساً فرائحي روحاني عانقت فيه القلوب بعضها وتوحدت صفوفهم بالطاعات والاقبال على الخيرات وبروح التسامح ينبذون كل معترك يحول دون التآخي بينهم فهذا الشهر المقدس لا يقبل الا القلوب البيضاء ولا يصافح الا أيادي السلام..



ما أعظم توحدنا الإلهي
الله ما أعظمه من شهر وما أعظمها من روحانية أقبلت علينا في عز الأوضاع المتردية والصراعات السياسية والازمات المتوالية التي شهدها ويشهدها اليمن حيث جعلت أناسه ينأون عن طرق التحزب والجدال " المفرط " الى سبل التوحد الوجداني والإيماني معاً، وكأن رمضان رسالة إلهية تبين للناس حقيقة أمرهم وسفينة نجاتهم في العودة المخلصة الى الله والاستزادة من تعاليمه وهديه، هكذا استهل الأكاديمي يزان الصالحي حديثه معنا حول هذا الموضوع مبيناً: صوم في وقت واحد ونفطر في وقت واحد نصلي في صفوف متوحدة وننهل من حلقات الذكر والقرآن نصل الرحم ونقوي علاقاتنا الاسرية والمجتمعية نغسل قلوبنا من الحسد والأحقاد ونبدأ صفحة جديد من الحب والتسامح نعين بعضنا البعض عل قضاء حوائجه ونترنم في لياليه الى الأناشيد والابتهالات الديني من مووثات شعبية رائعة حتى الطعام الذي نأكله وموائد إفطارنا واحدة وفيه يتهافت الناس ويتسابقون الى رضا الله لا رضا المعبودين وبهذا تصلح أحوالهم وتستقيم حياتهم فياليت إن الدهر كله رمضان.



شغلتنا السياسة
أما الناطق الرسمي لحزب الربيع العربي اسماعيل الوجيه فهو يقول: في رمضان نشعر كم أخذتنا الدنيا بعيداً عن ذواتنا وكم أشغلتنا السياسة عن رسالتنا الأولى في الحياة وفي رمضان ستشعر المخرج الحقيقي لمشاكلنا ويذود الناس عن الصراعات الى بحث أوجه الاتفاقات وهذا هو حالهم في الطرقات في الأسواق في المساجد وفي مختلف المناطق موضحاً: وكأن آلية الحوا الوطني والدورات والبرامج المعهدة له قد تجسدت طوعياً في هذا الشهر من منطلق إيماني قبل أي اعتبارات فالكل حريص على الفوز بعظمة هذه الأيام وعلى كسب الأخر وتفادي اتشاحنات والخلافات قد ضربوا أروع الأمثلة للحكمة التي ورثوها أباً عن جد وهذا هو حالهم الأبدي بإذن الله.



الطمأنينة
يقول الدكتور عبد الخالق خميس استشاري نفساني بجامعة صنعاء إن الناس عاشت في الفترة الماضية حالة من عدم التوازن النفسي والسلوكي والاجتماعي للكثير من الأسباب التي تمر بها البلد وما أن هلت أجواء الشهر الكريم بعاداته وتقاليده وطقوسه أضافت للناس نوع من الأمان والطمأنينة بعد أن كانت سياسة البلد وعتمتها مخيمة على المشاعر الحميمة والانسجام بين الناس.
وقال خميس: إن رمضان في المفهوم العام يؤدي إلى حالة من الاستواء النفسي الداخلي وحالة من صحو الجوارح لأنه يمثل مخرج نفسي للإنسان من كل الأزمات كون الصيام هو المنطق الذي يجتمع فيه القلب والعقل معاً ويصبح الإنسان يعيش بلذة التقوى بما يسمى حواس المعنى.
فالأجواء الخاصة في رمضان من جميع جوانبها تجعل الإنسان يتمنى أن يظل العام بأكمله هذا الشهر المبارك لما له من معاني تراعي جميع المقاصد العامة.


الخطاب الإعلامي الرمضاني
وتحت هذا المحور يوضح الدكتور أحمد عقبات- مستشار جامعة صنعاء- على الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام المقروء أو المرئي أو المسموع في مجاوبة القضايا الآنية التي تمر بها البلاد متفقة مع الأجواء الروحانية لخصوصية هذا الشهر بشكل لا يتم استغلاله عاطفياً في كسب استعطاف الناس لانتماءات محددة أو دعوات سياسية ضيقة ولا يتعاطى أو يتفق مع الدعوات التحريضية أو دعوات الإقصاء لأفراد وجماعات معينة بشكل لا يخدم المصلحة الوطنية.
واسترسل عقبات في حديثه قائلاً: لابد من وجود خطاب إعلامي توافقي في مختلف البرامج الرمضانية لما يلبي المرحلة الآنية وتطلعات المصلحة العامة التي هي فوق كل اعتبارات ضيقة.


ويتفق معه الدكتور علي العثربي- أستاذ العلوم السياسي بجامعة صنعاء- مضيفاً إلى حديثه: للأسف الشديد الإعلام الرسمي ما زال نقطة في بحر أمام القضايا المحورية والمصيرية التي تمر بها البلاد فلم يصل إلى مستوى المصداقية التامة ولم يتجاوز مرحلة الوفاق الوطني، ولهذا فرمضان فرصة لوضع النقاط على الحروف من باب التوعية الدينية والوطنية على حد سواء وهذا ما أدعوا به كل الإعلاميين وخطباء المساجد والعلماء.


صفحة جديدة
أما الشيخ العلامة محمد العماري فقد استهل حديثه بقوله تعالى "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان" وصدق الله القائل "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" ما أعظمها من آيات نقرأها ونرددها وما أعظمه من شهر نعيش فيه حلاوة تلك الآيات ونستصغيها في واقعنا وفي تعاملاتنا لشعب وأمة طحنتها الحروب والصراعات وأهلكتها الانقسامات والاختلافات فأهدرت الدماء وشرد الأبرياء وهدمت المنازل على ساكنيها فكثرت فيها الأطماع وصارت أرضاً خصبة للأعداء حتى ما إن أظلمت الدنيا بعيون الناس وصاروا على درك من الهاوية المعيشية حتى انبثق هلال رمضان يجوب السماء والأرض نوراً وإشراقاً وراحة وسكينة لينطلق الناس فيه من ضيق المصالح التخريبية أو السياسية والطائفية إلى سعة ورحب الايثار الأخوي المنطلق في الله ولله وفيه فرصة للاسترشاف والاستزادة الإيمانية بما يقوي علاقة الإنسان بربه ويجعله محكماً لكتاب الله وسنة رسوله في شتى أموره وفي رحله وترحاله.



وهذا ما أكدته الداعية الدينية دعاء الصبري مضيفة إلى حديثه برسالة الى كل العلماء والشيوخ الأجلاء والدعاة والمرشدين قائلة: كرسوا خطبكم ومواعظكم في مواكبة الأحداث الآنية التي تمر بها اليمن، وفي تعزيز مبدأ الوازع الديني ونشر ثقافة التسامح والسلام وبدء صفحة جديدة لليمنيين كافة.. صفحة بناء وعطاء، صفحة تملأها روحانية هذا الشهر بما تضفيه من عبق التواصل والإخاء ودمنا موحدين.


 



أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)