آخر الأخبار
 - إسكندر جعفر محمد علي.. خبير مالي وبنكي متخصص وصاحب خبرة في المصارف تمتد لـ40 عاما، نصفها الأول في البنوك السعودية ونصفها الثاني في اليمن.. وعمل مؤخراً في منظمة الإغاثة الدولية الأمريكية مديراً مالياً وإدارياً لمكتب المنظمة في اليمن.
وفي حوار جريء وصريح مع "الجمهور" كشف الأستاذ إسكندر جعفر العديد من الحقائق الخطيرة عن المنظمات الدولية في اليمن وما يجري فيها من فساد مالي وإدوار مشبوهة تشكل خطراً على أمن الوطن واستقراره ووحدته السياسية والاجتماعية..

الأحد, 22-يوليو-2012 - 23:16:14
مركز الاعلام التقدمي- حوار/ حسن البعداني -
الخبير البنكي والمدير المالي لمنظمة الإغاثة الدولية إسكندر جعفر:
المنظمات الدولية دكاكين للارتزاق غير المشروع باسم الفقراء والنازحين في اليمن وتشكل خطراً على أمن الوطن
الأمم المتحدة دعمت مشروعاً للتغذية ودفعت 5 ملايين دولار نقداً خصمت منها إدارة المنظمة في أمريكا مليون و600 ألف دولار بدون وجه حق!!
المدير الأمريكي اشترى ماطور صيني بـ10500 دولار وخزانات مياه بزيادة ألف و30 دولاراً عن السعر الحقيقي للخزان الواحد
أبلغت قسم مكافحة الفساد بمخالفات المدير فكافأوني بالإقالة تعسفياً
معظم المنظمات تحرص على أن تكون مقراتها الرئيسية في دولة وإدارتها المالية في دولة أخرى من أجل التهرب الضريبي وغسيل الأموال
المنظمات استأجرت 3 مخازن في عدن بـ18 ألف دولار ولم تضع فيها شيئاً لمدة 6 أشهر
بعض المنظمات الدولية تؤدي أدواراً سياسية مشبوهة وتمول مخططات للفوضى والتخريب

إسكندر جعفر محمد علي.. خبير مالي وبنكي متخصص وصاحب خبرة في المصارف تمتد لـ40 عاما، نصفها الأول في البنوك السعودية ونصفها الثاني في اليمن.. وعمل مؤخراً في منظمة الإغاثة الدولية الأمريكية مديراً مالياً وإدارياً لمكتب المنظمة في اليمن.

وفي حوار جريء وصريح مع "الجمهور" كشف الأستاذ إسكندر جعفر العديد من الحقائق الخطيرة عن المنظمات الدولية في اليمن وما يجري فيها من فساد مالي وإدوار مشبوهة تشكل خطراً على أمن الوطن واستقراره ووحدته السياسية والاجتماعية..

• نريد أن نعرف في البداية كيف التحقت بالعمل لدى منظمة الإغاثة الدولية (ريليف انترناشيونال) في اليمن؟
** هم طلبوني للعمل عندهم.. وهذه أول مرة اشتغل فيها مع منظمة دولية.. أنا كنت اشتغل في بنك اليمن الدولي مدير خدمات العملاء في فرع البنك بشارع حدة، وفي أحد الأيام جاء الأستاذ احمد عبدالحميد (مصري) مدير المنظمة في اليمن إلى البنك ومعه واحد إيرلندي اسمه "توماس".. وهذا شافني نشيطاً وسريعاً وجاداً في العمل فأعجب بنشاطي، وقال: "المفروض يكون هذا الشخص عندنا في الإدارة المالية"، وعرضوا علي اشتغل معهم وبعد يومين اتصلوا بي من الإدارة المالية للمنظمة من داخل أذربيحان.. اتصلت بي مديرة مالية أذربيجانية اسمها نايلة وسألتني عن أشياء كثيرة في العمل وقالت لي: "سوف نعاود الاتصال بك".. وفي اليوم التالي اتصل بي الأستاذ احمد عبدالحميد وقال لي: "تعال إلى عندنا لأن الإدارة العامة للمنظمة في أميركا وافقت على تعيينك مديراً مالياً وإدارياً للمنظمة" وسألني متى استطيع أبدأ العمل معهم؟، فقلت "له: أقدر أبدأ من تاريخ 10/10/2010م".. هذا الكلام كان بتاريخ 2/10/2010م، وفي تاريخ 5/10/2010م، وقع العقد معي، وقال لي: "معك 5 أيام تخلص أمورك مع البنك".. واستمريت معهم في المنظمة إلى نهاية ديسمبر 2011م وأنا ماشي في حساباتي وفي تدقيق الميزانية الشهرية أولا بأول وبدون أية فروقات.

• متى بدأت هذه المنظمة عملها في اليمن؟
** في فبراير 2009م.

• ما هي أبرز مشاريعها؟
** مشاريعها تركزت على الإغاثة الطبية للنازحين (أدوية، مستلزمات طبية) وتركيب خيام وحمامات وخزانات مياه للنازحين، وهذه الأشياء كانت تصرف للنازحين في حرض وصعدة.. وهذه المشاريع نفذت من خلال مشروعين ناجحين هما مشروع (OFDA)ومشروع (OCHA)بالإضافة إلى مشروع (MABI)وهو مشروع تعليمي تم تنفيذه بموافقة وزارة التربية والتعليم وتم فيه تدريب الكثيرين على مهارات الكمبيوتر في مدارس صنعاء وعدن والعديد من المحافظات.. وهذه الثلاثة المشاريع كانت بدعم من الأمم المتحدة ونجحنا فيها، والآن المنظمة تنفذ مشروعاً جديداً وهو مشروع (FFB)ويتلخص في تقديم مواد غذائية لـ8 آلاف أسرة من الأسر الفقيرة والمحتاجة في محافظة لحج.. وهذا المشروع من بدايته– للأسف– فاشل.. مشروع كارثي بامتياز!!.

• لماذا؟
** في البداية أنا لازم أوضح أن الأستاذ احمد عبدالحميد مدير المنظمة في اليمن ظل في عمله حتى شهر نوفمبر 2010م وبعدين جابوا لنا مديراً لبنانياً اسمه جوزيف عبده، وهذا من أفضل مدراء المنظمات المقيمين الذين عرفتهم في حياتي.. رجل ممتاز وعارف شغله ومحترم ومنضبط في العمل وذو كفاءة عالية جداً واشتغل في اليمن حوالي 9 أشهر وكان يثق كثيراً بشخصي وبعملي.. بعد ذلك جاء مدير جديد أمريكي الجنسية اسمه كايل فوستر، وهذا الشخص أدار المنظمة بشكل سيئ جداً وأثار شكوكي من البداية!!.

• كيف أثار شكوك من البداية وهو لم يكن قد بدأ عمله بعد؟
** يا أخي هذا يقول إنه مسلم، والذي نعرفه جميعاً أن الأجانب عادة ما يغيرون أسماءهم بعد اعتناقهم الدين الإسلامي.. ثانياً هذا الشخص كان مثل الثعلب تشوفه أمامك مسكين ورحيم لكن فعله عظيم.. هذا الشخص جاء من أجل هدف معين.. جاء من أجل مشروع الـ(FFB)الخاص بتوزيع المواد الغذائية على 8 آلاف أسرة في محافظة لحج.. وهذا المشروع قيمته 5 ملايين دولار بتمويل من الأمم المتحدة وتم تحويل المبلغ نقداً إلى الإدارة العامة للمنظمة في أمريكا.. الإدارة العامة أعدت ميزانية لتغذية 8 آلاف أسرة بـ3 ملايين و600 ألف دولار، وبقية المبلغ مليون و400 ألف دولار اعتبروها مصاريف لهم!!.

تخيل اننا في المنظمة طلبنا من باحثة في محافظة لحج تعمل لنا استبياناً للأسر المستهدفة من هذا المشروع، ونزلت المسيمير والحوطة والكثير من المناطق بمحافظة لحج وقدمت لنا الاستبيان، ومع ذلك لم يعطوها دولاراً أو ريالاً واحداً، وفوق هذا حصلت عمليات تلاعب كبيرة في المشروع من قبل المدير الأمريكي الجديد.

• ما هي أبرز هذه العمليات؟
** أول ما جاء المدير الجديد كايل فوستر أتى بمجموعة جديدة في فريق العمل واستحدث مراكز جديدة مثل مدير الإمدادات وغيره، فأحسسنا أنه سيحدث تلاعب وفي البداية فوجئنا بحريق.. جواز المدير احترق وأيضا تلفونه "الثريا" وبطائقه الشخصية وبطاقته الائتمانية، وراح بلغ وزارة التخطيط أنها تلفت وهذا غلط.. هو جاب هذه الأشياء وصورها داخل المنظمة وعندما سألناه قال إنها حرقت.

• هل حدث الحريق داخل المنظمة؟
** لا.. حدث داخل شقة لأحد الأشخاص والمدير دفع 3 آلاف دولار لتصليح الشقة على أساس أنها حرقت، وأنا أعلم أن العملية كلها وهمية ومفتعلة..أنا أعطيته 3 آلاف دولار كعهدة لكنه لم يسددها فطلبت منه شيكاً شخصياً..

• هل كان لديه رصيد في أحد البنوك اليمنية؟
** الأمريكان عندهم شيكات شخصية وهذه الشيكات ممنوعة من التعامل معها في البنوك قانونياً لأن هذه الشيكات ممكن تروح أمريكا وهي أصلاً بدون رصيد، فبعض الصرافين ممكن يأخذ منك الشيك هذا ويرسله إلى أميركا ويتحصل قيمته ويأخذ عمولته، خصوصا إذا كان الصراف هذا يعرفك ويثق بك.. فطلبت من المدير شيكاً شخصياً، وقدم لي شيكاً بـ5 آلاف دولار.. فأخذ الصراف عمولته وأعطيته الباقي بعدما سحبت المبلغ الذي كان عليه.. كان عليه حوالي 4 آلاف دولار، وقلت له هذه حق الخزنة وهذه أمانة عندي وأنا مطالب من الإدارة العامة ألا أترك أية حاجة متأخرة أو معلقة ولازم أقفل الحسابات أولاً بأول، وبالفعل أخذت الـ4 آلاف دولار وأعطيته الباقي بعد خصم العمولة.

• وماذا عن وقائع الفساد المالي في المنظمة وتحديداً في ظل إدارة هذا المدير؟
** عندنا في الإدارة العامة في أمريكا قسم اسمه "قسم مكافحة الفساد".. هؤلاء بعثوا لنا بخطاب مفاده: "إذا رأيتم أو رصدتم أية حاجة فيها فساد أو ممكن تسبب الضرر بالمنظمة ابعثوها على هذا العنوان".. انا كمدير مالي بعثت لهم ملاحظاتي، لأنني لو سكت عن حاجة (غلط) هم با يحاسبوني عليها فيما بعد!.. أنا استغربت من عمليات كثيرة حصل فيها تلاعب كبير.. أول حاجة صورت الدفعة الجديدة من خزانات المياه.. الخزان الواحد قيمته 70 دولاراً واحنا كنا قد اشترينا منها 2000 خزان ووزعناها على لاجئين في حرض وصعدة، ولكن الدفعة الجديدة جاءت بسعر ألف و100 دولار للخزان الواحد.

أيضا المدير الجديد اشترى مولداً كهربائياً "ماطور" 13 كيلو بـ10 آلاف و500 دولار على أساس أنه صناعة يابانية مع أنه في الحقيقة صيني وسعره لا يصل إلى ربع هذا المبلغ.. وعاد الناس اللي جابوا "الماطور" بعدما ركبوه خرجوا إلى الشارع أمام المنظمة و"تضاربوا" على تقسيم مبلغ 7 آلاف دولار من قيمة "الماطور".. وهكذا انكشف الملعوب وافتضح المدير العام بهذه القضية.

• هل أبلغت قسم مكافحة الفساد بهاتين المخالفتين؟
** نعم.. أخذت الأوراق وبعثتها إلى كل المسؤولين داخل قسم الفساد وإلى المدير العام للمنظمة ونائب المدير العام ومديرة المنظمة في منطقة الشرق الأوسط.. بعدها جاء لي منهم خطاب شكر على المعلومات التي قدمتها لهم وقالوا إنهم سوف يحققون في الموضوع.

• وهل حققوا بالفعل؟
** نعم.. أرسلوا فريق تحقيق من أمريكا مكون من 3 أشخاص واحد باكستاني اسمه مسعود وواحد اسمه خالد وشخص ثالث عراقي جاءوا إلى اليمن وشيكوا وطابقوا المعلومات وأدانوا المدير كايل فوستر وبعد فترة فصلوه على ذمة هاتين القضيتين حق الخزانات وحق الماطور وأنهوا توقيعه في البنك.

• هل رصدت لك الإدارة العامة مكافأة على المعلومات والحقائق التي كشفتها؟
** بالعكس.. تم فصلي تعسفياً من مدير المنظمة في اليمن.. الأمريكان عندهم ميزة، بعدما قدمت لهم ملاحظاتي بعثوا له القصة لأنهم متفاهمون أصلاً.. هو عنده أسلوب في الكلام والمخاطبة مع مدرائه.. وصل لهم كلاماً عني غير صحيح بالمرة مستغلاً حالتي المرضية بعد أن أصبت بجلطة في القلب في 27/12/2011م.. قال لهم: إنني مريض ولن استطيع العمل، فأمروه أن يعطيني شهر إجازة من جانب إنساني.. قال لي هذا الكلام وأنا رديت عليهم بأن صحتي جيدة وقادر أقوم بالعمل.. قال لي: "لا.. لازم تطلع إجازة ولا تأت إلى المنظمة".. قال لي هذا الكلام في نفس اليوم الذي جاء فيه واحد هندي يستلم وظيفتي واسمه سيد سيف الدين، وحددوا راتبه بـ5 آلاف دولار شهرياً مقابل وظيفتي التي كنت فيها وبراتب 1500 دولار.. وعندما ذهبت إلى المنظمة قالوا لي: "ممنوع لأنك في إجازة" فقلت لهم: "هناك فروقات عندكم وهذا المدير المالي الجديد لن يقدر أن يطبق الميزانية.. أنا إنسان فاهم في شغلي..

على الأقل أطبق ميزانية يناير وأسلمه كل شيء"، فرفضوا كلامي.. أنا طبعاً زعلت لأنه كانت هناك مستندات ما سجلت داخل الكمبيوتر، معناه أن أي واحد ممكن يأخذ أي مستند وأتحمل أنا.. فذهبت في اليوم التالي إلى المدير فوستر وقلت له: "أنا مش خارج من عندك إلا بعدما أصور كل مستندات شهر يناير، وتعملوا لي محضر جرد استلام من الصندوق بكل ما استلمتموه علشان أخلي مسؤوليتي" وعملوا لي إخلاء وأرسلته لهم في أمريكا.. والحقيقة أن فوستر عمل مع الإدارة العامة في أمريكا لعبة وسيناريو لأنني عندما رحت إلى المنظمة يوم 28 علشان أرجع عملي خلاني 3 أيام أدور من غرفة إلى غرفة، وفي النهاية قال لي: "أنا آسف أنت عندك فصل من الإدارة العامة في أمريكا" وجهز خطاب الفصل باللغة العربية وكان فصلاً تعسفياً بدون أية أسباب.. قلت له: "وقع لي على هذا الخطاب" فوقع.. هو طلع مغفل لأنه لم يكن يعرف نظام الفصل والإجراءات الإدارية ولا اطلع على القانون

اليمني.. اتصل بمحامي المنظمة الأستاذ هشام عبدالفتاح بازرعة الذي بلغهم وقال لهم: "أنتم غلطتم غلطة كبيرة لأنكم أصدرتم فصلاً تعسفياً بدون أسباب ولا تحقيق، والمفروض أن تحققوا معه 3 مرات ولا تفصلوه إلا بعد إنذار أول

وإنذار ثاني وبعد ثالث إنذار يتم الفصل وتبلغون مكتب العمل ولا يحق له المطالبة بأي مستحقات".. فكان رد فعلهم عليه أن فصلوه فصلاً تعسفياً بسبب هذا الكلام، وهو بدوره بلغ وزير التخطيط والتعاون الدولي ورفع قضية عليهم وهو عنده عقد مفتوح وموقع من الإدارة العامة في أمريكا.. وأنا تقدمت بشكوى لمكتب العمل بصنعاء وتابعت الموضوع شهرين وحصلت على قرار بتسليمي مستحقاتي وتعويضي وحولوني إلى المحكمة والقضية في المحكمة منذ 5 أشهر.. استدعوا المحامي وسألوه: "هل هناك إدانة؟"، فرد عليهم: "نعم".. فقلت لهم: "على هذا المحامي أن يقدم أي مستند أو أوراق بتوقيعي يثبت أنني كنت مزوراً أو سارقاً وأنا مستعد الآن أتنازل عن أية حقوق.. إلى الآن لم يقدموا حتى مستند واحد وليس لديهم أية إدانة ضدي، ولو كان عندهم ما يثبت أي شيء ضدي لكنت الآن في السجن.

• ما هو مصدر هذه الثقة؟
** خلال فترة عملي سنة ونصف كنت دقيقاً في حساباتي ومدققاً للميزانية الشهرية بدون فروقات، وهذه المعلومات كنت أرسلها لهم إلى الإدارة المالية، ومن حسن حظي أنني كنت أسجل هذه المعلومات وأصور الأوراق وأوثقها في سيديهات وأبعثها إلى الإدارة العامة في واشنطن، لأن الواحد لا يضمن أي شيء.. سبحان الله قد يحصل حريق أو أي شيء آخر، لأننا حينها كنا قد دخلنا في بداية الأزمة التي حصلت في 2011م فكنت أرسل لهم الأوراق كلها واحتفظ بالأوراق الرسمية وشغلي كان نظيفاً، والكل في المنظمة يحبني ويحترمني لأنني إنسان محترم ونظيف ولا أحب اللف والدوران.. أضف إلى ذلك أنه كان لديهم نظام بأن أقفل الحسابات شهرياً ولا أترك أي شيء معلق وأبعث لهم بالحسابات شهرياً، فيقولون لي: "لا تمرر الشهر القادم واحتفظ بالأوراق إلى أن نعطيك موافقة لأن كل هذه المعلومات يتم إرسالها إلى الإدارة العامة (استعادة) ويشيكون عليها وبعد ذلك يعطونني خطاب شكر ويقولون لي ابدأ اشتغل للشهر القادم"، وهكذا.

• أفهم من كلامك أن النظام هذا شبيه بنظام العهدة لدى أمناء الصناديق، بحيث أنه لا تبدأ بالعمل لشهر جديد إلا بعد أن يتأكدوا من صحة وسلامة عملك في الشهر السابق؟
** بالضبط.. سنة ونصف وأنا أقفل الحسابات أولاً بأول ولا أترك أية عهدة معلقة، ولا يعتمدون مبلغ الشهر الجديد إلا بعد أن يتأكدوا من سلامة كل شيء.. فكانوا ماشين معي هكذا ويبعثون جوابات شكر وكنت أرسل السيديهات مصورة إلى عندهم وكل شيء مضبوط 100%، والكل كان يحترمني.. يكفي فقط أن أشير إلى مذكرة الإدارة العامة في أمريكا والموقعة من المدير العام للمنظمة التي أرسلوها في نوفمبر 2010م إلى بنك اليمن الدولي باعتماد توقيعي في البنك في خانة التوقيع الخاصة بمدير المنظمة في اليمن.

• ألم تحاول أن تلتقي بالمدير الجديد الذي تم تعيينه بعد فصل المدير السابق؟
** لا.. لكن في الحقيقة المدير المالي الهندي استلم مني العمل يوم 28 يناير وإلى اليوم لم يستطع أن يطبق أية ميزانية، وقد أبلغتهم أنهم لن يستطيعوا أن يطبقوا ميزانية لأن الهندي لا يمكن يعرف طبيعة الوضع والمعاملات في اليمن مثلي ولا يمتلك خبرتي وكفاءتي.. فالمدير الجديد وهو سوداني واسمه ياسين نور محمد استدعاني وقال: "تعال نتكلم ونتفاوض" ورحت إلى المنظمة وقابلني المدير ومعه الدكتور حبيب راجح كبير مدراء المشاريع والأخ عادل الطويل مدير مشروع (FFB) وواحد باكستاني اسمه مسعود، وفجأة دخل بيننا المحامي الجديد مصطفى الجبل الذي جاء بدلاً عن المحامي هشام بازرعة وقلت لهم: "لا أريد هذا المحامي أن يتدخل ولنتفاوض بيننا" لأنني أعرف أسلوب هذا المحامي.. يعطونه راتباً مقداره ألفا دولار في الشهر وفوقها 100 دولار في الساعة في أية جلسة يحضرها في المحكمة في قضايا المنظمة، ويتعمد عدم الحضور علشان تطول المسألة وكل ساعة بحسابها..

• ما الذي جرى خلال اللقاء؟
** قالوا لي: "أيش طلباتك؟" فطلبت منهم رواتب الـ7 أشهر بعد الفصل التعسفي مع راتب شهر الإنذار ورواتب 3 أشهر حق التأمين وحق الإجازة وحق التطبيبب وعلاجات القلب والقسطرة التي أجريتها، بالإضافة إلى التعويض النفسي وبقائي 5 أشهر بلا عمل وأصرف من جيبي.. يعني المجموع كله 45 ألف دولار.. عندكم استعداد أهلاً وسهلاً ما عندكم أنتم أحرار وأنا لا أرغب في الدخول في مشاكل معكم ولا حاجة.. المدير السوداني كلمني بكل احترام وقال لي: "طلباتك هذه ستكون مرفوضة"، فقلت له: "جزاك الله خيرا"، وقام المحامي مصطفى وقال لي: "اطلع برع" فقلت لهم: "انتم الذين طلبتم حضوري رسمياً وبلغتم الموظفين بحضوري وأنا ما جيت اتبلطج واتهجم عليكم"، والحقيقة أن المدير السوداني زعل من تصرف المحامي.. بعدها بساعة اتصلوا بي وطلبوا مني الالتقاء بهم في المركز الليبي وحضر الدكتور حبيب والأخ عادل والباكستاني مسعود وقالوا لي: "نيابة عن منظمة الإغاثة الدولية نعتذر لك اعتذاراً كبيراً على ما حصل من المحامي"، فقلت لهم: "وأنا قبلت اعتذاركم".. قالوا: "أيش طلباتك؟"، فقلت لهم: "طلباتي طرحتها عليكم ومعكم 48 ساعة لتردوا علي.. لا تعلقوني ولا تطولوا المسألة.. خلصوني واعطوني حقي وجزاكم الله ألف خير"، قالوا احنا نريد منك أن تعود إلى عملك في المنظمة.. قلت لهم هذا موضوع ثاني وساعتها لكل حدث حديث.

• أين وصل مشروع المواد الغذائية لـ8 آلاف أسرة بلحج؟
** هذا المشروع بدأوا فيه بداية يناير 2011م في الوقت الذي أنا طلعت فيه من المنظمة لأنهم عارفون أنني رفضت عملية استئجار المخازن التي استأجروها في عدن بـ9 آلاف دولار دون أن يتم فيها تخزين أية مواد غذائية، الإيجار هذا كان لـ3 أشهر والمشكلة أنهم دفعوا 9 آلاف دولار مرة أخرى إيجار من مارس إلى يونيو.. بمعنى أنهم دفعوا 18 ألف دولار وهذه المخازن فارغة.. احتمال هذا الشهر دخل فيها زيت.. والمشروع هذا كان يفترض أن يبدأ في يناير وينتهي في يوليو 2012م.. بالكاد بدأوا الآن بتوزيع الزيوت والله أعلم متى ينتهي هذا المشروع.. أنا كنت معارضاً من البداية لعملية الاستئجار وللعقد الذي وقعه كايل فوستر.. والمحامي هشام بازرعة رفض هذه العملية رفضا تاماً لأنه كان رجلاً صادقاً وأميناً وحذرهم من خطورتها لأن استئجار مخازن تضم كميات كبيرة من المواد الغذائية يجعلها عرضة في أي وقت للنهب أو للحريق خصوصا في الظروف والأوضاع التي نعيشها هذه الفترة.

• هل تم شراء المواد الغذائية من الخارج؟
** لا.. اشتروها من هنا.. وعلى فكرة معظم المنظمات الدولية مثل أوكسفام وغيرها تشتري المواد الغذائية من اليمن لأن فيها شغلاً وتلاعباً كبيراً بغض النظر عن الكوميشن "العمولة"، لأنه مش عيب أن تأخذ عمولة من التاجر طالما وقد قدمت سعراً اقل من سعر السوق، والتاجر أولاً وأخيراً كسبان ومستفيد مهما كان هامش الربح بسيط لأنه سيصرف بضاعة كبيرة وستتوفر لديه سيولة مالية كبيرة أيضاً.

• نفهم من كلامك أن معظم المنظمات الدولية ليست سوى واجهة للكسب غير المشروع باسم الفقراء والمرضى والمعاقين والنازحين في اليمن؟
** المنظمات الدولية تأخذ فلوساً من المانحين باسم الفقراء اليمنيين في اليمن ويطعنوننا في ظهورنا، ويقولون للعالم احنا نعطيهم ونخدمهم، بينما هم في الحقيقة إذا صرفوا شيئاً فإنهم لا يصرفون إلا فتات الفتات وهم أكبر المستفيدين وكل هذا باسم الشعب اليمني المسكين.. يجيبوا صور لأشخاص مساكين متعبين ويرسلونها للداعمين الذين يدعمون المشاريع، وعندما يرى الداعم تلك الصور يتألم ويدعم دون أن يعلم حقيقة هذه المنظمات التي تقدم للداعمين صورة مختلفة تماماً.. واحنا شعب طيب وصبور.. الشعب اليمني شعب جلد وعنده نفس طويل.. فقط ننتبه لا يضحكوا ويمثلوا علينا، إنهم هم سادة العالم وهم الأقوياء وهم الذين يصرفون علينا وهم الذين ينفقون على العالم.. هذا غلط وعيب.

• لفت انتباهي في حديثك أن الإدارة المالية لمنظمتكم في روسيا وليست ضمن الإدارة العامة في أمريكا؟!
** نظامهم هكذا.. المنظمة أمريكية ومقرها في أمريكا والمفروض أن تكون الإدارة العامة والإدارة المالية في نفس المكان.

• ما هو السبب في اعتقادك؟
** هذا الموضوع لا ينطبق على منظمتنا فقط، بل معظم المنظمات هكذا.. كثير من المنظمات وخصوصا الأمريكية تحاول أن تفصل الإدارة المالية عن الإدارة العامة وتجعلها خارج أمريكا قد يكون الدافع وراء ذلك هو التهرب من دفع ضرائب معينة ولا استبعد أن يكون ذلك من أجل غسيل أموال وتجارة غير مشروعة.

• كلمة أخيرة تود قولها؟
** هذا كل ما عندي الآن.. أتمنى أن يعرف الناس هذه الحقائق لأن المنظمات الدولية بدأت تنتشر هذه الأيام بشكل رهيب داخل اليمن، وهذا موضوع خطير لأن معظم هذه المنظمات إن لم يكن جميعها هي وسيلة لتكسب الأجانب والقائمين عليها وارتزاقهم غير المشروع باسم اليمنيين.. هذه المنظمات تحصل على أموال كبيرة جداً ويتم فيها فساد مالي كبير، والبعض الآخر ربما يمارس فساداً سياسياً وأمنياً– إن صح التعبير- مثل ما حدث في مصر.. هناك أغلقوا 15 منظمة دولية كانت لها يد فيما حصل من أحداث في مصر.. تخيلوا منظمة مثل (أطباء بلا حدود) ضبطوهم داخل الاعتصام وهم يدعمون فرق للتخريب والنهب وبعض المنظمات ركزت على موضوع نهب الآثار.

وأحب أسأل أي عاقل هذا السؤال: المدير السابق لمنظمة الإغاثة الدولية في اليمن كايل فوستر أدين وتم فصله ومع ذلك ظل داخل البلاد بعد فصله قرابة 8 أشهر، ما هي دواعي وأسباب بقائه طيلة هذه الفترة في اليمن وفي أي اتجاه كان يعمل؟!!!.
عن "الجمهورنت"
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)