أشادت الولايات المتحدة بالنجاحات الأخيرة التي أحرزتها الحكومة اليمنية في حربها على معاقل تنظيم القاعدة في اليمن، بينما أقرّ الرئيس الأميركي باراك أوباما لأول مرّة، بمشاركة بلاده بعمليات مباشرة في اليمن ضدّ عناصر "القاعدة".

وقالت متحدثة باسم الخارجية الأمريكية في بيان نشر اليوم السبت إن الحكومة اليمنية والجيش والشعب اليمني أبدوا شجاعة عندما قاموا بطرد ما يعرف بجماعة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من العديد من المناطق.

وكان الجيش اليمني باسناد اللجان الشعبية تمكن أمس الجمعة من السيطرة على مدينة شقرة الساحلية الاستراتيجية ، أخر المعاقل التي كانت تحت قبضة عناصر تنظيم القاعدة بمحافظة أبين جنوب اليمن بعد حملة واسعة من معارك شرسة دامت لاكثر من 37 يوما تمكن من خلالها الجيش ومقاتلين اللجان المساندة من تحرير مختلف المدن والمديريات في محافظة أبين بعد نحو عام من سقوطها في قبضة القاعدة وذراعها المحلي "انصار الشريعة" واعلانها امارة اسلامية.

وجاء في بيان المتحدثة باسم بوزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند :" تثني الولايات المتحدة على انتصارات الحكومة اليمنية والقوات المسلحة والمواطنين في استعادة مناطق هامة في جنوب اليمن وخاصة مدينتي زنجبار وجعار، من قبضة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب".

وأضافت:" وبعد سلسلة من العمليات اليمنية المتواصلة، لم تعد القاعدة مسيطرة على تلك المدن".

وأردفت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية قائلة :"وتأتي كل هذه النجاحات بعد أسابيع قليلة من طرد العناصر المتطرفة وبصورة مماثلة من مدينة لودر".

وقالت :"لقد أضر تواجد العناصر الإرهابية التابعة للقاعدة في أبين بالمواطنين ومنعت وصول المساعدات الإنسانية الطارئة للمواطنين اليمنيين الذين كانوا في أمس الحاجة إليها".

وعبرت المسؤولة الأمريكية عن خالص التعازي لأسر الذين ضحوا بحياتهم خلال المواجهات مع الإرهابيين.

وقالت:" نتذكر جهود المواطنين اليمنيين الأشاوس الذين شاركوا القوات المسلحة اليمنية في مقارعة الإرهاب".

وأضافت :"إن رباطة جأش هؤلاء المواطنين لدليل قاطع يؤكد أن الشعب اليمني يرفض القاعدة وأعمال العنف التي يتبناها الإرهابيون ".

ونوهت السيدة نولاند بتواصل جهود الوحدات العسكرية والمؤسسات الأمنية اليمنية في سبيل استعادة بقية المساحات الجغرافية التي ما تزال تحت سيطرة العناصر الإرهابية.

وقالت:" نشجع التحرك السريع لإعادة السلطات المدنية إلى المدن التي تم تطهيرها وتوفير المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية للمواطنين في تلك المناطق وفي شتى أنحاء اليمن".

وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية التزام الولايات المتحدة بمواصلة العمل مع اليمن في مجابهة التحديات المتعددة في المجالات الأمنية فضلاً عن التحديات السياسية والاقتصادية والإنسانية، مشددة في ذات الوقت أن الولايات المتحدة ستستمر في التنسيق والعمل مع الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ومع الشعب اليمني بُغية دعم جهود إعادة بناء الدولة وضمان تثبيت الاستقرار والأمن في اليمن على المدى البعيد.

من جانبه قال الرئيس الأميركي باراك أوباما لأول مرّة في رسالة وجهها أمس الجمعة إلى الكونغرس بشأن تفاصيل حول العمليات التي تقوم بها بلاده في اليمن، أن القوات الأميركية تعمل عن كثب مع الحكومة اليمنية، للقضاء عملياً وطرد التهديد "الإرهابي" لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الذي وصفه أوباما "بالجناح الأكثر فعالية وخطورة للقاعدة اليوم".

وأضاف أن "جهودنا المشتركة (مع الحكومة اليمنية)، أنتجت عملاً مباشراً ضد عدد محدود من ناشطي تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وقيادييه الكبار في هذا البلد".

يذكر أن البيت الأبيض، أجاز في 25 أبريل/ نيسان الماضي، تصعيد الهجمات الجوية باستخدام طائرات بدون طيار، ضمن برنامج يُعرف باسم "ضربات التوقيع"، لاستهداف قيادات القاعدة في اليمن.

يشار إلى أن التعاون العسكري بين اليمن والولايات المتحدة قائم منذ سنوات، ويعتقد أن البلدين يشتركان في عمليات تستهدف تنظيم "القاعدة في الجزيرة العربية"، الذي ينشط على الأراضي اليمنية، وتتعرض مواقعه لغارات يعتقد بأنها تنفّذ من قبل طائرات أميركية من دون طيار، إلا أن واشنطن كانت غالباً ما تمتنع عن كشف تفاصيل بشأن هذه الغارات.