كشف الاتحاد اليمني للسياحة عن أضرار وخسائر فادحة لحقت بعشرات آلاف اليمنيين جراء إغلاق المملكة العربية السعودية لقنصليتها في صنعاء وعدن لما يقارب الشهرين والنصف، على خلفية  تعرض مساعد القنصل السعودي للاختطاف من قبل الجماعات الارهابية، مفي نفس الوقت الذي أعرب الاتحاد عن استيائه البالغ من تقاعس الحكومة عن القيام بمسئولياتها، وصمتها طوال 75 يوماً دون التحرك لانقاذ مصالح مواطنيها ورفع الضرر الذي لحق بهم.

ففي مؤتمر صحفي عقده اليوم الثلاثاء قطاع الحج والعمرة بالاتحاد، أكد الأخ ناصر الكاهلي أن قطاع السياحة تحمل العبء الاكبر من الاعمال الارهابية، حيث أصيب بالشلل التام بسبب الاعمال الارهابية والتقطعات والاختطافات، منوهاً إلى مايتكبده القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية لايقل عما يتكبده القطاع الخاص في اليمن.
 
وبيّن الكاهلي: أن اجمالي الوكالات التي قامت بالتعاقد مع وكالات سعودية في نفس الجانب هو (95) وكالة، وإن الوكالات التي استطاعت فقط انهاء اجراءات تصديق عقودها  هي (68) وكالة فيما تعرقلت (27) وكالة بسبب اغلاق القنصلية وعدم استكمال الاجراءات.

وقال: أن هناك (10) آلاف طلب عمرة التي حصلت على الموافقة من وزارة الخارجية السعودية ثم تعرقلت بسبب اغلاق القسم القنصلي. ونظراً لأ ايراد الحج والعمرة يمثل الايراد الرئيسي ان لم يكن الوحيد لهذه الوكالات، فإن هناك مايقارب (1640) عامل مهددين بالانضمام إلى قائمة البطالة، حيث إن استمرار اغلاق القنصلية يهدد اكثر من (140) وكالة رئيسية و(200) وكالة فرعية بالافلاس- خصوصا وانها ما زالت تعاني من اثار الازمة التي عصفت بالبلاد في العام الماضي.

ولفت في الوقت نفسه إلى ما يترتب عن اغلاق السفارة من التزامات لمتعهدي الخدمات في المملكة العربية السعودية، مبيناً قيام هذه الوكالات بترتيب وابرام عقود اسكان لما  يقارب (80) ألف معتمر كان من المتوقع تفويجهم هذا الموسم، منهم (10) الف معتمر سبق حصولهم على موافقة وزارة الخارجية السعودية ولم يتسن للوكالات تاشير جوازاتهم بسبب الاغلاق، وحوالي (20) ألف معتمر كان من المتوقع سفرهم خلال شهر رجب وتم تسجيلهم فعلا، وحوالي  (50) ألف معتمر خلال شهري شعبان  ورمضان.بالاضافة الى حجوزات شركات النقل وما تتكبده من خسائر.

وأكد أيضاً إن تأشيرات العمل توقفت أيضا منذ أكثر من شهرين وهي بمعدل تقريبي (20) ألف تاشيرة شهريا، بالاضافة الى توقف تاشيرات المحاصيل الزراعية وبما يتسبب  بارق اقتصادي للجمهورية اليمنية.

وفيما اشار الى ان قطاع السياحة يقف بجانب دولته وشعبه في الدفاع عن قيمه الاصيلة واخلاقيات المجتمع اليمني والدين الاسلامي الحنيف، فإنه أكد أن قضية اختطاف مساعد القنصل عبد الله الخالدي انعكس سلباً على اجراءات سفر الراغبين باداء فريضة وركن اساسي في ديننا الحنيف، جراء توقف منح التاشيرات الكفيلة بسفر الحجاج والمعتمرين وتاشيرات العمالة والزيارة العائلية وتاشيرات التبادل التجاري.

ودعا ناصر الكاهلي جميع الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني والقبائل إلى تحمل مسئولياتهم والعمل جميعا على نبذ الظاهرة الإرهابية التي اصبحت تؤرق المجتمع الدولي واليمني بشكل خاص.

من جانبه، تطرق الأخ محمد شماخ إلى موضوع الامن الغائب في صنعاء وعدن، وقال إن توفير الحماية للجهات الخاصة بما يمثل اهمية المملكة يعد امر واجب تنفيذه لكن الى  الان نحن نشعر بان الوضع لايالو باهتمام الحكومة في توفير الحماية لهذا البلد.

وأشار إلى أن السفارة السعودية بصنعاء ظلت مغلقة (75) يوماً ولا نجد من يتحدث عن ذلك من الجانب الحكومي اليمني الا عندما رفعت مناشدة وتحرك  اعضاء الاتحاد،  وتساءل: هل الحكومة غافلة لهذه الدرجة ام تنتظر منا نحن اعضاء الاتحاد ان نبحث عن جهة تقوم بالواجب المحتم عليها..؟ منوهاً إلى أنه في مصر أغلقت المملكة سفارتها  سبعة ايام بجميع اطياف المجتمع تتحرك!!

وقال معقباً على مداخلات الصحافيين وتساؤلاتهم حول توقت التحرك الحالي: نحن كنا نعول وخاصة في البداية على الدولة بان تقوم بمهامها.. فقد قيل لنا في حينها ومن اكثر من  جهة لاتصعدوا الموضوع الان ونحن مهتمين من اعلى مستوى فآثرنا السكوت لفترة؛ ولكن عندما لم نجد الى الان ردة فعل حكومية حقيقية بدأنا التحرك بالبيانات ثم وقفة  احتجاجية.. فلم يكن البلد حينذاك بحاجة الى ان نصعد الامور الى اعلى من ذلك ونغلق هذه المكاتب ونجعلهم يعتصمون في اي ساحة!!

الاتحاد اليمني للسياحة، قطاع الحج والعمرة، وجه خلال المؤتمر الصحافي رسالة مناشدة موجهة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وولي عهده صاحب  السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ووزير الخارجية السعودي صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، جدد فيها إستنكاره وإدانته ورفضه لعملية إختطاف الدبلوماسي  السعودي عبد الله الخالدي، وكل عمليات الإختطاف والإرهاب أيا كان شكلها أو نوعها ومسبباتها.

ونوه أيضاً إلى الأضرار التي لحقت بمصالح المواطنين اليمنيين من عمال وتجار ومسوقي المنتجات الزراعية والصناعية والمقيمين في المملكة العربية السعودية، وكذا الشركات  السياحية والمرضى والمعتمرين الذين ظلوا لأكثر من شهرين عالقين لعدم قدرتهم الحصول على التأشيرات جراء إغلاق قنصليتي المملكة العربية السعودية في صنعاء وعدن.

وناشد خادم الحرمين وأصحاب السمو بإعادة السفير السعودي لصنعاء وفتح القسم القنصلي بصنعاء وعدن نظرا للمصالح المترتبة للمواطنين اليمنيين خاصة في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها الشعب اليمني في الوقت الراهن.

وأشاد الإتحاد بالمواقف الأخوية الصادقة والدعم اللامحدود الذي تقدمه المملكة العربية السعودية للجمهورية اليمنية في مختلف الظروف وكذا حرصها الكبير على أمن وسلامة اليمن من خلال دعم المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، ودعمها السخي الذي أعلنت عنه مؤخرا في مؤتمر أصدقاء اليمن في الرياض وماتقدمه المملكة من رعاية دائمة  لليمنيين المقيمين في المملكة.

كما دعا إتحاد السياحة وزارتي الداخلية والدفاع لبذل المزيد من الجهود من أجل الإفراج عن الدبلوماسي الخالدي من أيدي الخاطفين.