آخر الأخبار
 -  قبل ان ابتدئ تدوين بعض مما أرى استذكرت مقولة المؤرخ الهولندي الكبير هويزنجا الذي نصح ان لانقرأ الاحداث اثناء العاصفة الهوجاء ، الامر الذي يجعلنا عرضة لسوء التقدير بسبب انعدام الرؤيا....

الجمعة, 27-إبريل-2012 - 18:23:18
مركز الاعلام التقدمي- بقلم: خليفة العيثاوي -

 قبل ان ابتدئ تدوين بعض مما أرى استذكرت مقولة المؤرخ الهولندي الكبير هويزنجا الذي نصح ان لانقرأ الاحداث اثناء العاصفة الهوجاء ، الامر الذي يجعلنا عرضة لسوء التقدير بسبب انعدام الرؤيا .
وامتثالاَ لهذه النصيحة أولاَ ولانني لا اريد ان اضفي بعضا من التشاؤم او التشكيك فضلت الصمت مثل الكثيرين غيري بالطبع .
بلا مقدمات ومن دون تردد انا مع الثورة لانها التزام اخلاقي ولانها صيرورة تاريخية حتمية بل هي من سنن الكون عبر العصور ، ولكن يبقى السؤال الأهم :


أي ثورة نريد ؟؟
 نحن ثوريون ، ولكن لثورتنا مقاسات ،
 لأن الثورة ليست حدثا عابراَ ولأنها من سنن الكون فهي لاتأتي كل يوم ،
 فإن جاء ريح الثورة على غير مانريد فاننا سندخل في مرحلة مظلمة جديدة قد تطول لننتظر ربما دورة اخرى للزمن بعد عشرات او قد يزيد من عدد السنين .
الثورة ليست قميصا نرتديه او جلبابا نخلعه متى شئنا ، انها اخلاق وسلوك وقيم .
وبناءاَ على هذا الوصف ومن خلال دراساتنا المتواضعة لمجمل الثورات التي غيرت وجه التاريخ وشكلت منعطفات مهمة في حياة الشعوب ، فإننا نجد ان الثورة هي تغيير شامل في القوى المهيمنة على الحياة السياسية والاقتصادية وتغيير جوهري في سلم الهياكل والمراتب الاجتماعية ومحركاتها ، وتبدلات في المفاهيم البائدة السائدة وبناء منظومة جديدة من القيم التي تتناسب مع ضرورات المرحلة الثورية الجديدة .
ان من مبررات الثورة عموما :
وجود خلل في التوازنات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية مع سيادة مظاهر الظلم الامر الذي يستوجب اعادة الحياة الى توازنها الطبيعي .
ولايحتاج المرء الى جهد ليكتشف منذ الوهلة الاولى ان هذه المظاهر بل ومايزيد عنها أضعافاَ تتواجد في مجتمعاتنا العربية و تحديدا في منظومات الحكم ورافعاتها من الطبقات الطفيلية والبرجوازية وفقهاء السلطة من الكهنة .
وهنا تبتدئ حلقة لاتنتهي من التساؤلات ، قد يكون ابرزها :
إذا كانت الثورة تستهدف رفع الظلم ومحاربة الظالم ، فكيف يمكن ان نبرر فرح وابتهاج الظالم الاكبر برياح التغيير التي ستجلبها ثوراتنا ؟؟؟
 راودني هذا التساؤل وانا استمع الى مداخلة ايهود باراك وزير الحرب الصهيوني التي يشير فيها على الصهاينة ان لايتوجسوا خيفة من ثورات العالم العربي ، لان هذه التغييرات على حد زعمه ستجلب لاسرائيل الاستقرار .
قد يذهب البعض الى الاعتقاد ان وزير الحرب الصهيوني قد ذهب بعيدا في التفاؤل المبني على سوء التحليل والتقدير ،
 ولكن حين نقرأ تصريحات السيد عصام العريان وهو من قيادات الاخوان المسلمين التي تتصدر المشهد السياسي في مصر اليوم،
 أقول حين نقرأ ماقاله هذا العريان للصحافة الامريكية علينا ان نتوقف لنعيد اتجاه البوصلة .
نعم ياسادتي ، ان العريان عبر عن أمله ودعوته للبرلمان المصري القادم ان يحترم الجوانب القانونية في اتفاقية كامب ديفيد .
هنا اسأل نفسي واسأل الشرفاء من أبناء امتي ونحن نعيش ذكرى مرور عام جديد على اعوام نكبتنا واحتلال فلسطين ،
 أسأل العريان :
هل في جريمة احتلال ارض وتشريد شعب جوانب قانونية لتوجب علينا احترامها ؟؟؟
 هل ان مهمة الثوريون تحليل المحرم ، وتدنيس المقدس ؟؟
 إن أخطر ما نخشاه هو ان يتم اقحام فلسطين وترابها في إطار لعبة الفتاوى الشيطانية التي تعبر عن براغماتية يجيدها الاخوان المسلمين .
هل يريد الاخوان المسلمين هذه المرة ان يتاجروا بما تبقى من اراضي فلسطين لتكون إسرائيل اكثر شرعية وقبولاَ ، على اعتبار إنها تحظى بمباركة الحاخامات المتأسلمين ،
 اولئك الحاخامات والوعاظ ، الذين يجيدون فنون التلاعب بالايات وتزوير الاحاديث لتمنح البغاة والامريكان وبني صهيون شرعية ، عجز الحكام الخونة السابقين من منحهم إياها .
إذا كان العريان وثلل المعممين من وعاظ السلاطين وفقهاء الحيض والنفاس ،
 إذا كانت فيهم رغبة وشوق في أن يقدموا انفسهم للادارة الامريكية والصهيونية ، على إنهم معتدلون لترويج بضاعتهم ،
 وتجميل وجوهم القبيحة المستقبحة ،
 لتكون مقبولة امريكيا وصهيونيا ،
 فلديهم الكثير ليساوموا عليه ، ومبروك عليهم استجداء رضا السيد الامريكي ،
 ولكن فلسطين ليست مزادا للبازار السياسي ،
 من يريد ان يبيع شرفه فليسقط في هاوية الرذيلة غير مأسوف عليه ،
 ولكن فلسطين ليست للبيع ،
 ولن يستطيع المتأسلمين المعتدلين ،
 ان يبيعو ترابها ،
 لان فلسطين اليوم لم تعد كما كانت مجرد ارض ، بل انها اصبحت تمثل لنا انهارا من الدماء سالت عبر عشرات السنين وتنتظر ان نثأر لها ، هي حلم مقدس لايملك السيد العريان واشباهه ان ينتزعوه من صدورنا وافئدتنا وأن يساوموا عليه بفتاويهم الشيطانية .
اخيرا اقول وبلا تردد :
انني اليوم اكثر خوفا على فلسطين والاسلام معاَ من هؤلاء الحاخامات المتأسلمين الجدد...

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)