آخر الأخبار
 - الخليج العربي

الأربعاء, 25-إبريل-2012 - 17:51:48
مركز الإعلام التقدمي- مهنا الحبيل: -
قبل زيارة محمود نجاد الرئيس الإيراني لجزيرة أبو موسى الإماراتية المحتلة وتغطيتها الإعلامية، وإعلان طهران إقامتها برنامجًا سياحيًا لتنمية الجزيرة في خطوة استعراضية استفزازية غير مسبوقة، كان من المهم أن يُرصد قبل ذلك الحشد الكبير من التصريحات والتهديدات الضمنية التي وجّهتها شخصيات إيران الدينية والسياسية إلى المملكة خاصةً خطبة خاتمي خطيب جمعة طهران، وتهديده بإحراق الرياض لو بدر منها موقف تنفيذي بدعم الجيش الحر!!

 ومع إعادة القراءة المتأنية لإعلام إيران الصادر من طهران وبيروت ولندن، لا يبدو أنّ هناك موقفًا جديدًا استدعى هذا التصعيد، لا في الملف الإيراني النووي ولا في التصعيد مع واشنطن إعلاميًا الذي عاد وخفت، مع تذكيرنا بما تحدّثنا عنه في هذا الملف.. والتحليل الذي نشرناه مؤخرًا عن صراع واشنطن وطهران في ميزان الخليج، والخلاصة هنا أنّ تصعيد طهران جاء بحسب خطابها وتوترها متجهًا إلى شريان بقائها الأكبر وهو نظام دمشق.

 أي أن طهران التي دأبت على هذا التهديد منذ عدة أشهر صعّدت مجددًا بقفزةٍ كبيرة لتصاعد قلقها من تصدّع النظام رغم كل الحرب الإرهابية التي شنّها على الشعب وشعور طهران بأن نظام الأسد في نهاية الأمر لن ينتصر على الشعب، والزاوية الخليجية المهمة لنا هي فزع إيران من أن الدعم العسكري الذي تأخر كثيرًا من قِبل دول الخليج العربي للجيش الحُر حين يصل، وأوضاع النظام الإرهابي بهذا المستوى من عدم القدرة على مواجهة الثوار، ومن تتالي الانشقاقات فهو يعني بالضرورة سرعة سقوط النظام الأسدي، ولذلك وجّهت إنذاراتها وحوّلتها إلى حالة استفزاز ميداني عن طريق تذكية قضية جزر أبو موسى وطنب الكبرى والصغرى المحتلة، فكيف تسعى طهران وهي دولة احتلال إلى تذكية هذا الملف؟

 المهم لنا في كل هذا الشأن أن طهران عبر إقراراتها المستمرة ولغتها الحمقاء في أحيانٍ كثيرة تؤكّد ما ذهبنا له قديمًا: معركة كسر العظم لها هناك في خنق مشروعها في سوريا، فهل يتعامل الخليج العربي مع هذا الاعتراف والبُعد الاستراتيجي؟

 هي ذات القاعدة التي أشرنا إليها وهي الخشية من دعم دول الخليج العربي للجيش الحُر والتنسيق مع أنقرة، وقبل ذلك صرح مسؤول إيراني لجريدة الأخبار اللبنانية المقربة من إيران بأن طهران ستحرّك أذرعتها داخل الخليج العربي لو دعم الخليج العربي الثوار، وهذا التعبير- أذرعتها- هو تعبير المسؤول الإيراني لا لغة المحلل السياسي بحسب ما نقل في الأخبار- وهو ما يعني تفجير العلاقات المدنية بين الطائفتين أو دفع شريحة للعنف العسكري وهو ما يعني استثمار الأمن والدم الخليجي لخدمة مصالحها الإرهابية- المهم لنا في كل هذا الشأن أن طهران عبر إقراراتها المستمرة ولغتها الحمقاء في أحيانٍ كثيرة تؤكّد ما ذهبنا إليه قديمًا: معركة كسر العظم لها هناك في خنق مشروعها في سوريا، فهل يتعامل الخليج العربي مع هذا الاعتراف والبُعد الاستراتيجي؟!

 الحقيقة أن التأخر في هذا المسار، أي دعم تسليح الجيش الحُر سوف يخلق إشكالات عديدة لدول الخليج العربي، وقد ترى دول الخليج العربي وهي في مواقف مختلفة بنسب كبيرة من تأمين أمنها القومي إلا عبر وحدتها الدفاعية أن قدرات إيران للتفجير الداخلي أو الإقليمي لن تنجح، والحقيقة أن المبالغة بالثقة قد لا تُساعد على تحقيق مشروع مواجهة استراتيجي حاسم، فليس بالضرورة أن تنجح إيران كُليًا، لكن أيضًا بالإمكان أن تنفذ إلى بعض أهدافها وتوجد شرخًا أو اضطرابًا هنا وهناك في البناء المجتمعي أو الحالة الأمنية، ولذلك فإن الحسم يستلزم المبادرة مع التأمين الذاتي للأمن القومي إلى تعزيز مواقع حلفائك في ذات المعركة التي يعترف بها عدوك وهي هنا برنامج تحرير سوريا.

 أي أنّ هذا البرنامج بات يتقدّم كأولوية طبيعية لمواجهة العداء الإيراني المستحكم، خاصة بعد صعود قوة القدرات الذاتية للجيش الحر وتجاوزه شرطية الدعم العسكري ليحقق نصرًا لمشروع سوريا العربية الحرة وهي بالقطع في مصلحة البُعد الاستراتيجي للأمن القومي للخليج العربي، ولذلك تحتاج هذه الدول لتعجيل آلية التسليح وتشجيع أنقرة لإدخال المعدات والمرونة مع الجيش الحر.

 في ذات الوقت لا أدري إن كان هذا الدرس التصعيدي كافيًا لبعض دول الخليج العربي التي استطاع النظام أن يخترق موقفها مؤخرًا ويُبعدها عن الرياض والدوحة في قضية سوريا، وهي مساحة خطيرة تستوجب على كل الدول بقاء التوحّد على مسافة واحدة، إضافةً إلى الحذر من الاختراق المخابراتي لإشعال الخلاف بين دول الخليج العربي، واستثمار قنوات عربية لاختراق إعلامي ينفذ إلى تفجير العلاقات الخليجية بحُجة الصراع السياسي بينهم، فإغلاق نوافذ العدو هو أول طرق تأمين النصر عليه، ثم التحوّل إلى موقع المواجهة الأنسب، حيث ثورة الشام، إذا أراد الخليج العربي هزيمة العدو الإيراني.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)