كشف تقرير أمني حديث أن حركة الإخوان المسلمين في اليمن جندت نحو عشرة آلاف من أتباعها لمؤازرة قوات الأمن في مواجهة الانفلات الأمني الذي تشهده محافظة تعز منذ أكثر من عام تقريبا.

وأورد التقرير معلومات تفصيلية عن المواقع التي سيتم فيها نشر هؤلاء المسلحين التابعين للإخوان وطريقة إدارتهم وتمويل تحركاتهم بحيث يصبحون رديفا لأجهزة الأمن، وقوات تعزيز في حال فشلت قوات الأمن في المحافظة في إنجاز أي مهام تقع في نطاق عملها.

وأشار التقرير إلى أن العناصر المسلحة التي ستقف إلى جوار أجهزة الأمن هي من كان يطلق عليها أيام الاحتجاجات «حماة الثورة» لن ترتبط بأي علاقة إدارية مع قوات الأمن الحكومية وسيكون ظهورها في حال لم تكن هناك قوات أمنية ووقعت أي حوادث مخلة بالاستقرار في أحياء مدينة تعز التي تعد أكبر محافظات اليمن سكانا.

وستعمل هذه القوات حسب التقرير كقوات ردع وضبط في ذات الوقت وستسلم أي مخلين بالأمن إلى السلطات الأمنية لإفشال محاولات أتباع الرئيس السابق علي عبدالله صالح الإخلال بالأمن ونشر الانفلات في المحافظة التي شهدت خلال الشهر الماضي حسب التقرير أكثر من 225 واقعة إخلال بالأمن دوافعها سياسية بحتة.

وأورد التقرير تحركات واجتماعات عقدها قيادات في الإخوان المسلمين مع مشايخ يتبعون حزب الإصلاح في المحافظة لتنسيق التجنيد إلى المجموعة المطلوبة حيث تم فعليا نشر نحو خمسة آلاف مسلح في أحياء مدينة تعز كمرحلة أولى وعملوا على إيقاف 33 محاولة إخلال بالأمن خلال أسبوع واحد فقط من عملهم.

ونبه التقرير إلى أن نجاح الإخوان في بسط سيطرتهم الأمنية على محافظة تعز سيمنحهم تأييدا شعبيا واسعا وستصبح المحافظة الأولى في اليمن التي يحكمها الإخوان المسلمين في اليمن وهي أكبر محافظة يمنية سكانا.

وكان رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة قد عين ضابط مخابرات سابق محسوبا على الإخوان المسلمين مديرا لأمن محافظة تعز، كما عين رئيس الجمهورية رجل الأعمال شوقي أحمد هائل محافظا للمحافظة، لتخرج بذلك من سيطرة أتباع الرئيس صالح الذين يوجدون فقط من خلال قوات الحرس الجمهوري المرابطة على أطراف المدينة .

وكان حزب المؤتمر الشعبي العام اتهم قيادات الإخوان المسلمين التي تنسق عمل اللجان الأمنية بالتآمر مع القاعدة. وقال المؤتمر الشعبي العام في بيان له أن تقارير أمنية في محافظة تعز رصدت تحركات خلايا تنظيم القاعدة في المحافظة، مستغلة حالة الانفلات الأمني وانتشار السلاح وغياب المظاهر الأمنية، ومخاوف من أنشطة تخريبية يزمع التنظيم «الإرهابي» تنفيذها خلال الأيام القادمة.

وتحدث بيان المؤتمر عن دعم يحظى به تنظيم القاعدة من بعض الوجاهات الاجتماعية والشخصيات السياسية لتسهيل تحركاتها داخل المحافظة وتزويدها بالأسلحة والعناصر وتوفير «غطاء سياسي» وملاذ آمن لها عبر ما يسمى (صقور الحالمة)، وذلك ضمن مساعي تلك الشخصيات والقوى التي تقف خلفها لجر المحافظة للفوضى والعنف.