آخر الأخبار
 - العلاقات التركية الايرانيه

الثلاثاء, 10-إبريل-2012 - 14:47:02
مركز الإعلام التقدمي- د. محمد نور الدين -

انتقد رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان إيران على موقفها الرافض إجراء المباحثات مع مجموعة "5+1" في اسطنبول، وقال "إنهم يعرفون أن الطرف الآخر لن يذهب إلى دمشق ولا بغداد".


وكان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي قد قال إن طهران لن تجري المباحثات في اسطنبول لأن تركيا تتصرف بصورة غير منطقية ومتطرفة تجاه سوريا، وقد فقدت تركيا أهليتها لاستضافة هذا الاجتماع.


وقال أردوغان، أثناء استقباله مؤخرا رئيس وزراء ألبانيا صالح باريشا في أنقرة، إن "تركيا لا تسعى من جراء استضافة الاجتماع إلى أي مكسب أو كسب هالة، بل إن إيران هي التي ستكسب لأننا نطرح هنا موقفا يعرض لمقاربة عادلة من أجل إيران. لكن الحديث عن تغيير مكان المباحثات إلى دمشق أو بغداد هو مثل رمي الإبرة في الطحين. هذا يعني عدم حدوث هذا الأمر. لأنهم يعرفون أن الطرف الآخر لن يأتي إلى دمشق أو بغداد". وأضاف أن "هذا الموقف يفتقر إلى الاستقامة، وبسبب عدم الاستقامة في هذا فإنك تخسر احترام العالم. هذا ليس لغة دبلوماسية. انها لغة أخرى، وهي لا تليق بنا".


وتطرق المعلق في الشؤون الخارجية في صحيفة "ميللييت" سامي كوهين إلى التوتر في العلاقات التركية- الإيرانية، فقال إن "انتقادات المسؤولين الإيرانيين للسياسة التركية ليست جديدة، لكن انتقادات إيران في الآونة الأخيرة تخطت الانتقادات إلى توجيه الاتهامات، بل وصلت أحيانا إلى حد التهديد. واللافت أنها جاءت بعد زيارة أردوغان التي وصفت بالناجحة لإيران".


ويضيف كوهين أن "لبّ هذا التوتر هو الأزمة في سوريا، ولا سيما بعد مؤتمر أصدقاء سوريا. فرئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني وصف المؤتمر بمؤتمر أعداء سوريا، وأن تركيا التي استضافت المؤتمر تخدم بذلك إسرائيل. لكن الموقف الأقوى جاء من جانب مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الذي اعتبر سياسة تركيا تجاه سوريا بأنها إعلان حرب".


وتابع "أما الموضوع الآخر الذي يقف خلف الأزمة فيتصل بالملف النووي. وفي لحظة انتظر العالم أن تنعقد المباحثات في اسطنبول في 13 نيسان الحالي خرجت إيران تقترح دمشق أو بغداد بل حتى الصين مكانا لعقد المباحثات. واستخدم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الإيراني لغة قاطعة في رفض عقد الاجتماع في اسطنبول".


وقال كوهين إن "بداية المشكلة تعود إلى زمن زيارة اردوغان لطهران، حيث سمع من الإيرانيين أنهم يريدون عقد المباحثات في اسطنبول. فما الذي تغير بعد ذلك ليرفضوا المكان؟ وهل فعلا غيروا رأيهم أم ان ذلك مرتبط بالوضع في سوريا وبغيرها من الموضوعات؟".


ويرى كوهين أن "إيران تعرف ان اردوغان هو واحد من الزعماء القلائل في العالم الذين يؤمنون بسلمية البرنامج النووي الإيراني وبحقها في امتلاك الطاقة النووية لأغراض سلمية. وقد كرر ذلك أثناء زيارته لإيران. لذلك من غير المعقول ان تكون الانتقادات الايرانية لتركيا لها علاقة بالملف النووي. لكن إذا حسم الأمر في هذا الاتجاه فإن ذلك يعني أن العلاقات التركية الإيرانية دخلت في مرحلة جدية من انعدام الثقة".


ويتابع الكاتب أن "انعدام الثقة ليس من قبول تركيا نصب الدرع الصاروخي الأطلسي على أراضيها، فأردوغان و"وزير الخارجية أحمد" داود أوغلو صرّحا مرارا أنه ليس موجها ضد إيران، وقد تعهدا بعدم استخدامه ضدها. لكن الإيرانيين لم يثقوا بهذه التعهدات".


ويقول الكاتب إنه "ربما يكون قرار تركيا تخفيض استيراد النفط من إيران بنسبة 20 في المئة هو الذي ضاعف الشكوك والانزعاج لدى الإيرانيين، وبدأوا باستخدام لغة حادة ضد تركيا".


لكن كوهين بعد استعراضه لعوامل التوتر يقول إن "العامل الأهم هو الوضع في سوريا. حيث إن إيران حاسمة في دعمها للرئيس السوري بشار الأسد في حين أن تركيا تسعى إلى حل يقصي الأسد، ولكن هل يمكن أن يكون هذا سببا للهجمات الإيرانية على تركيا؟


داود أوغلو يربط الانتقادات الإيرانية بالصراعات الداخلية في إيران عشية الانتخابات ووزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي يقول إن هذه الانتقادات لا تعكس السياسة الرسمية". وينهي مقالته بالقول إن "الهوة التي تفصل بين البلدين هي واقع لاختلاف الاستراتيجيات بينهما".

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)