آخر الأخبار
الاثنين, 02-إبريل-2012 - 13:26:02
 - الاعلام العربي اعلامان.. اعلام ثوري يهتم بقضايا الامة ويلامس فعلها وخصوصا منها المصيرية وهو المعبر الحقيقي بلسان حال الجماهير بل هو منبرلكل صوت حر يلتزم الحقيقة قولا ويجسدها سلوكا وممارسة اما بالنسبة... مركز الاعلام التقدمي- عايدة بن عمر* -

الاعلام العربي اعلامان
اعلام ثوري يهتم بقضايا الامة ويلامس فعلها وخصوصا منها المصيرية وهو المعبر الحقيقي بلسان حال الجماهير بل هو منبرلكل صوت حر يلتزم الحقيقة قولا ويجسدها سلوكا وممارسة اما بالنسبة للاعلام وما ادراك ما الاعلام خصوصا عندما نتحدث عن اعلامنا العربي تدجيني يجسد العهر السياسي بكل مقاييسه ويرسخ مفاهيم فكرية مستوردة بقوالب خارجيةجاهزة كليا بل تتناقض مع شرف المهنة وهو ما يجسده فضاءنا المرئي اعلام يروج لانظمة العهر اللاعربية المنبطحة في اروقة البيت الابيض الامريكي والمرتبطة ذيليا بشاليهات الغرب ومنتجعات صهيونية المتغزلة الكاشفة عوراتها المكشوفة اصلا لزرداش العصر في قم المجوسية ست مائة قناة عربية تنقسم الى رسمية ومتخصصة تتنوع تقسيماتها ولكن تتوحد على ضحالة المحتوى وانغماسه في مشروع ضرب مقومات الحضارة العربية الاسلامية وافراغها من ثراءها ومخزونها وقيم نشوءها ورمزيتها


فالفضائيات الحكومية الرسمية لا تعنى الا بالتطبيل والتزمير للرئيس وحشد الناس حوله ليصبح حامي حمى الدين ومنقذ الوطن وقائد مسيرته وأب ديمقراطيته وصانع انجازاته وهو القدير الخبير بالملفات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية فكل نجاح رياضي بفضل لياقته البدنية وخططه التكتيكية والفنية المتطورة وكل اختراع علمي ينسب لنباغته فالمطر تهطل باذنه والطبيعة تزهراستجابة لامرته لما لا وكل رئيس وامير وشيخ عربي هو قائد بصفات الوهية تتعدى القدرات البشرية ولا يفوت قناواتنا الرسمية الاحتفاء بنشاط ييالرئيس ومرضه ونوعية ماكياج عقيلته ومعرفة ماركة ملابسها الداخلية وامكان تنزهاتهم وفصيلة كلابهم المحببة وضروري الاهتمام بقصة الحب التي جمعت خادمة القصر باحد العامة لانها من القضايا الرئيسية الهامة للرعايا وللمواطنين اما القناوات الخاصة فه عديدة متعددة منها الراقصة التي لا تمل ولا تكل رقصا وردحا وغناء وتمايلا يمينا ويسارا اماما ووراء لحد الانبطاح فتجدنا في حضر ة اللحم العربي الرخيص المتكوم كقمامة منسية في احد احياءنا القصديرية يتعدد اللون الغنائي من شامي وخليجي وعراقي ومصري وتونسي ومغاربي طربي ووتري وشعبي وحيواني وهذا النمط جديد اسس له من خلال كليب الحصان لنجلاء التونسية ولا يفوتنا تذكر برتقالة المالكي هنا وتفاحة بندر بن سلطان.


 ووجد للسحر والشعوذة منابره الاعلامية حيث نجد حلولا جذرية وبناءة لمشاكل مجتمعنا العربي وامراضه فنقضي بفضل قدرة هؤولاء السحرة على مشكل العنوسة والطلاق وهجر الفراش ونخترع ادوية للعقم والبرود الجنسي وبعث الحميمية بين الازواج وزراعة الحب ونوال السلطة والشهرة والمجد التليد بفضل التعويذات والبخور الذي قد يعتقد ثائر الشارع انه غاز مسيل للدموع ومفرق للجموع وهناك ايضا القناوات الرياضية التي لاتنتهي مقابلاتها ومشاحناتها بين هذا المنتخب وذاك حتى صارت السبب المباشر لاندلاع الحروب وتجييش الجيوش واخراج اسلحة الخردة من مخادعها ومن ينسى واقعة ام درمان الشهيرة حيث هدمت مقابلة تسعين دقيقة ما بناه التاريخ العربي من اواصر الرحم وصلة الاخوة ووحدة المصير المشترك ولا يفوتنا ايضا المرور على القناوات الدينية التي عملت على افراغ العقيدة الاسلامية من محتواها الرسالي القائم على العلم والتسامح والاجتهاد لتحويلها لمجرد فقه مراحيض لا يخرج عن دائرة الفراش الزوجي او شرع لا يدعوا الا للتحريض والبغضاء ضد الاخر وطبعا الدعاء لخليفة الله على الارض ملك الملوك المعظم وشيخ شيوخ البنوك والفنادق والعقارات الباريسية اما القناوات الشبه سياسية فهي منخرطة في الدفاع عن خندق مشاريعها الواقعة فيها منها من تمجد اية الله العظمى وتشبعنا ثرثرة غوغائية عن نهج الممانعة والمقاومة المفتاح السري لبقاء بعض الانظمة المهترئة المزدوجة العمالة او لباس لبوس المحامي عن الهرولة نحو التطبيع والانصهار الكلي مع التوجه الامبريالي الغربي الصهيوني ولما لا ونحن وبني صهيون ابناء عمومة واللحم النتن لا يدفنه الا اهله كما يقول المثل التونسي.


بحر متلاطم من الفضائيات لامتناهي يتناسل بسرعة فاقت الطوفان ولكنها لن تخرج عن وجهات الراسمال الذي دفع من اجلها مثلما يرى ولبور شرام وفنسنت فراس وريموند نيكسون وهم خبراء الاعلام الامريكي ان التمويل المالي هو احد محددات حرية وسائل الاعلام وادوات السيطرة عليها فمتى يجد المال العربي طريقه لدعم قضايا الامة ومطالب شعوبها وتبني شعارات ثوارها فما احوجنا اليوم لاعلام عروبي ثوري يؤسس للغد الحر الديمقراطي ويساهم في تحرير العقول قبل تحرير الاوطان الفعل المنشود لدى كل احرار الامة فمتى يغادر المال العربي بنوك سويسرا وماخورات ايطاليا ومطاعم باريس والنوادي الليل اللندنية وفرق كرة القدم الاسبانية ليستقر في الوطن ويكون اداة داعمة في البناء والتغيير والتحديث والتحرير..


* أمين عام رابطة الصحافة والاعلام القومي

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)