آخر الأخبار
 - تحضر سيناريوهات الصراع بين الإسلاميْن السني والشيعي وتغيب تفاصيل العلاقة بين تياري الإسلام السياسي اللذين تحولا إلى عامل فرز بين أنصار المذهبين الأكثر انتشارا في العالم الإسلامي.

الأحد, 25-مارس-2012 - 05:04:40
مركز الاعلام التقدمي- جهاد الرنتيسي -

تحضر سيناريوهات الصراع بين الإسلاميْن السني والشيعي وتغيب تفاصيل العلاقة بين تياري الإسلام السياسي اللذين تحولا إلى عامل فرز بين أنصار المذهبين الأكثر انتشارا في العالم الإسلامي.


الأمر يبدو عاديا، في منطقة أدمنت صناعة التابوهات والتعايش معها، ومفارقة البحث في المسكوت عنه، خشية خروج الشياطين من صندوق "البنادورا" حسب الأسطورة الإغريقية، وإن كان ذلك ينطوي على مفارقة لمنطق الضرورة.


الدراسات القليلة التي تناولت العلاقة بين إيران ما بعد الثورة وجماعة الإخوان المسلمين قبل التسونامي العربي لا تخلو من الأوهام والتقديرات المبنية على قراءات سطحية لظروف نشوء الحالتين والقواسم المشتركة بينهما والعوامل المحددة لمساراتهما.


الموضوعية والحيادية التي حاول الباحث الإيراني، عباس خامه يار، توخيهما لدراسة عوامل الالتقاء والافتراق بين إيران والإخوان المسلمين لم يحولا دون وقوعه في هذا المنزلق.


بنيت الدراسة الصادرة عن مركز الدراسات الاستراتيجية والبحوث والتوثيق في بيروت، والتي كان من المفترض أن تفتح المجال أمام دراسات وسجالات سياسية وفكرية على فرضية التقاء الطرفين، عند نقطة العداء للولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها تجسيدا للتناقض المفاهيمي والقيمي والمصلحي بين الغرب وحالتي الإسلام السياسي بشقيهما الشيعي والسني، وإن اختلفت ذهنية الطرفين في التفاصيل، ومن بينها فهم العلاقة مع الحاكم.


ويبدي الباحث في فصول دراسته ميلا إلى تغليب عوامل اللقاء بين نهجي الثورة الإيرانية وجماعة الإخوان المسلمين، وإن كان هناك بعض الاختلاف بين الذهنيتين، وينتهي بخلاصة تؤكد ما جاء في المقدمات. فهو يعتقد بأن الولايات المتحدة أصبحت العدو الأول للإخوان المسلمين بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وبداية تشكل النظام الدولي الجديد، وباستمرار التوتر بين الجماعة ودول الخليج النفطية، وبتقارب الإخوان المسلمين مع الحركات الأكثر تشددا في أصوليتها.


الفرضية التي يمكن أن تقود إليها مثل هذه النتائج إمكانية اتخاذ حركة الإسلام السياسي السني الأولى خطوات من قبيل مد اليد لإيران في مواجهة السياسة الأمريكية أو في سبيل التخلص من الأنظمة الحاكمة. لكن هذه الفرضية تلاشت مع بدايات التسونامي العربي الذي أخذ شكلا أقل دموية في محطتيه المصرية والتونسية، حيث ارتبط ركوب جماعة الإخوان المسلمين موجة التغيير بطلب معونة الولايات المتحدة الأمريكية لإسقاط النظام، وفي ليبيا شاركت قوات الأطلسي في الحملة العسكرية التي استهدفت نظام العقيد معمر القذافي، ولم تبتعد المحطة السورية كثيرا عن سابقاتها من حيث الرغبة في التدخل الخارجي لحسم الصراع الداخلي.


التجاوب الغربي مع الثورات التي أحدثت نقلات نوعية في دور الإسلاميين شجع جماعة الإخوان المسلمين في الأردن على إعادة النظر في الاتصالات المقطوعة مرحليا مع المسؤولين الأمريكيين.


كما أعاد التجاوب الاعتبار لنقطة لم تغب عن نخب فكرية وباحثين عكفوا على دراسة الظاهرة وهي وجود قواسم مشتركة متعددة بين الجماعة والمشروع الأمريكي في المنطقة لم تنته بزوال الاتحاد السوفييتي.


فلم يخف السياسيون الأمريكيون رغبتهم في وصول الإسلام السياسي السني إلى الحكم وردت الجماعة بإدارة الظهر للقوى اليسارية والقومية التي تعاطت معها قرابة العقدين.


سقوط فرضية إذكاء الصراع بين جماعة الإخوان المسلمين والمشروع الأمريكي في المنطقة كان أشبه بلعبة الدومينو حيث سقطت فرضيات أخرى بشكل تلقائي، من بينها علاقة الإسلام السياسي مع بعض دول الخليج. الدور الذي تقوم به دولة قطر في إعطاء قوة دفع إضافية للتسونامي العربي، والمال الخليجي الذي كان حاضرا بقوة، إلى جانب قوى الأصولية الدينية ولا سيما السلفية في مصر، بعض مظاهر تعافي هذه العلاقة، واستمرارها على المدى المنظور.


تعويل عباس خامه يار على قواسم مشتركة منتقاة من فهم حمال أوجه وإسقاطه الرغبات على الواقع في بعض الأحيان انتهى به إلى نتائج غير واقعية.


كان بإمكان الباحث تجاوز هذه الثغرات القاتلة في دراسته، التي تكاد أن تكون غير مسبوقة، لو أعطى مزيدا من الاهتمام للبعد البراغماتي في تفكير مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، والمنعطفات التاريخية التي مرت بها الجماعة، ومتعرجات الخط البياني لعلاقتها مع الغرب، وتذبذب علاقاتها مع القوى الأكثر جذرية في صدامها مع المشروع الأمريكي.


 

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)