آخر الأخبار
 - مركز الاعلام التقدمي

الثلاثاء, 20-مارس-2012 - 20:56:52
مركز الاعلام التقدمي- إعداد: عاد نعمان * -

     كانت تأخذ القلم الرصاص والدفتر أبو 40 ورقة، وتأتي فرحة لتجلس بجانبي، وأنا أذاكر دروسي، تطلب منيبلطف أن أرسم لها حروف اللغة العربية على شكل نقاط، لتصل بينها، بعد سنة التحقت بالصف الأول ابتدائي، ومرت 6 سنوات سريعًا أمامي، نمت الفتاة الصغيرة الذكية خلالها بهدوء، وصارت تسألني أن أعلمها بعض مفردات وقواعد اللغة الإنجليزية في المرحلةالإعدادية.رؤى نعمان


 وانتقلت واثقة بعد 3 سنوات إلى المرحلة الثانوية، لم تنسى أن تحجز مرتبة متقدمة بين أوائل الجمهورية في المرحلتين، بمعدلها الأخير الممتاز الذي فاجأتنا به، اكتملت من تكوين ملامح الطالبة المجتهدة، تلك النتيجة الباهرة، نبهتنا من أن هناك عنصر جاد في بيتنا، يحتاج لأن نلتفت له، لنرعاه ونهتم به أكثر، تريد بإصرار أن تضع علامة مميزة لها، وقفتالخيارات الأكاديمية المختلفة والمتعددة مستسلمة أمامها، لتختار ما يحاكي طموحها وتطلعاتها، فأرادت أن تكون مهندسة معمارية، وكان لها ذلك باستحقاق..


 على الرغم من أن أمي سامية إرادتها أن تكون كابتن طائرة، لتسافر بها مختلف بلدان العالم، فراحتتصمم وترسم هياكل مباني ومنشئات مشاريع كبيرة، رغبت أن تكون حقيقية، وفي سبيل ذلك تسعى، لأن تكون مهندسة معمارية مهمة ومعروفة يشار لها بالبنان، وإلى جانب ذلك تسجل حضورًا ملحوظًا في المجتمع المدني في مدينة عدن، كناشطة تجتهد لأن تكون مفيدة، تناصر قضايا تعني الشارع، محاولة إيجاد حلول لمشاكل مركبة، بمعية صديقاتها وزميلاتها الناشطات المهتمات، اللاتي يشاركنها هموم كبيرة عليهن، كمًا وكيفًا، فلا أتفاجئ من سؤال أحدهم لي في فعالية أو نشاط ما، "أين هي؟!"، اليوم فيالثامن من مارس، تناقش مع رفيقاتها، ماذا في مقدورهن أن يفعلن أو يقدمن للمرأة العدنية في اليوم العالمي للاحتفال بعيدها؟!.


إنها هي.. المهندسة المعمارية - في سنتها الثانية - والناشطة الميدانية.. رؤى نعمان، أختي وصديقتي الأقرب بكل اعتزاز وفخر، من صغرها إلى الآن وحتى آخر العمر وفي يوم القيامة، تقول رؤى ممازحة أقاربها وأهلها من الشباب والرجال، "سألزمكم البيت وسأُنفق عليكم"،مشجعة بجملتها، التي كلها ثبات وثقة الشابات والنساء في العائلة والمجتمع، أن يتجهن ليصرن أرقام صعبة في مختلف مجالات الحياة، منتجات بشكل فاعل، مؤثرات بشكلفعال، ليكن سيدات أنفسهن، ينافسن الآخر، في الأخير تضحك، وأضحك بعدها، موازاة لها، أشجعها كما هي تفعل معها، وربما أكثر..جاكلين أحمد


جاكلين احمد - كاتبة صحفية ومعلمة أطفال
   في صغرها كانت فتاة عادية جدًا، لا شيء يميزها عن غيرها، وجدت في عائلة متفهمة، ترى أن للمرأةا لحق في التعليم والعمل وإبداء أرائها في كل ما يخصها، الأمر الذي تعتبره مريحًا للغايةلأي فتاة، يعطيها الفرصة لتكوين شخصية قوية، صاحبة قدرة على قيادة حياتها، وطموحهانحو ما تراه منسبا لها، كان الإدراك والتقبل عاملين مساعدين لها.


   لم تكن هواية الكتابة - حلمها اللذيذ -  تفارقها حيثما حلت، تكتب ما تشعر به، أو ما يمر حولهافي دفاترها الخاصة، وتقفل عليها، لخجلها من أن يقرأها احد، تطورت مقدرتها على الكتابة، وبدأت تنشرما تكتبه على مدونتها الخاصة وصفحتها الشخصية في موقع الفيس بوك، بعد أن لاقتالكثير من التشجيع والإعجاب من بعض الأصدقاء، كان تشجيعأهلها وعلى رأسهم والدها، دافعها الرئيسي لدخولها عالم الكتابة الصحفية والعمل الميداني، كما تقول أن بنصائح والدها ومشاركته لها بالأفكار والنقاشات تسعد كثيرا.


   تجد جاكلين أن نشاط المرأة وتألقها في الحياة إنمانتيجة للأسرة الواعية، تفهم الرجل هو عاملأساسي في بناء ثقة المرأة بنفسها، وتعتبر الاحتفالباليوم العالمي للمرأة تكريمًا لها، تستحق الثناء على مجهودها الراقي، الذي بذلته لتنال حقوقها، لتصل إلى مكانة رفيعة في مجتمع يعاني من تنصل الرجل منها، ومن مشاكل الاعتراف بوجودها، باسم والدته أو زوجته أو ابنته، وكأنها عار يحاول إخفائه قدر استطاعته، مهمابلغت درجة ثقافته ورقي تفكيره، وبرأيها أن المرأة خطت خطوات كبيرة نحو مستقبلها، ولكنهاما زالت تتعثر أحيانًا بنظرة المجتمع الدونية لها، التي تنكر أدميتها، وتعتبرها شيءمن سقط المتاع.


وردة بن سميط - محامية وناشطة حقوقية
   لم تؤيد أسرتها نشاطها بتاتًا في بداية مشاركاتها المجتمعية، حتى مجتمعها الصغير لم يتقبل ذلك بسهولة، وبعد إصرارهاوعنادها الشديدين، ومواصلتها للعمل الميداني، تمكنت من إقناعهم، وبالوقوف إلىجانبها، إنها المتمردة وردة التي كانت في صغرها تدافع باستماتة عن إخوتها فيالمنزل وأصدقائها في الحارة.


   تقول وردة أن المرأة لم تأخذ حقوقها كاملة، وأن السبيل إلى ذلك، يأتي عن طريق توعيتها بحقوقها الأصيلة والمكتسبة، وتثقيفها، وتشجيعها، ومعاونتها، وتوعيتها بالمواجهات التي قد تصادفها، وتقف حائلًا أمامها، وحمايتها من أية نتائج سيئة قد تلحق بها.


   تقدم المرأة برأيها لن يكون إلا بمساندة الرجل،والرجل لا يقدم المنتظر منه تجاهها، ومستواه لا يرقى للمستوى المطلوب، والمجتمع الذييقع عليه العاتق الأكبر، يتكاسل ويخجل من إعطاء المرأة حقوقها، بينما هي لا تزال تناضلللوصول لها بكل الطرق والسبل تحقيقًا للعدالة الاجتماعية والإنسانية، إن من المفروض منح المرأة مساحة حرية أكبر لتتمكن، وعدم الوقوف طويلًا أمام العادات والتقاليد التي تقيد تطور المرأة، وإطلاق سراح كل المفاهيم الحقوقية لمساندتها، وتحقيق ذاتها في مجتمع ذكوري بحت.


   تحتفل وردة سنويًا باليوم العالمي للمرأة مع أصدقائهاوصديقاتها، فهذا اليوم يعني لها الكثير، يعبر عن مدى احترام المجتمع للمرأة، الأم والبنتوالأخت والزوجة و..، وبتخصيص يوم في السنة للاحتفال بها هو عرفان بسيط بجميلها علىمر الأيام, رغم تأكدها تمامًا بان الأيام جميعها هي احتفالًا بالمرأة، فكل شيء متصل بها.اثار علي محمد


آثار علي محمد – مهندسة كمبيوتر وناشطة فيحركة (شباب عدن)
   تتذكر آثار أن نشاطها في الطفولة كان محصورا في المنزل وفي ساحة المدرسة، لأن والدتها كانت ترفض أن تخرج إلى الشارع بسبب خوفها عليها من كونها فتاة، لذلك اقتصر نشاطها على الجانب العلمي، وتحديدًا في مجال الرياضيات،بدأت مشاركاتها الاجتماعية بالظهور في مرحلة المراهقة.


   كبرت وكبرت معها أحلامها، فتوسعت مداركها،ونضجت فكريًا، وهذا ما جعل ثقة أهلها تزداد، حينما رأوا اعتمادها على نفسها بتزايدمستمر، وشخصيتها تقوى أكثر وأكثر، فصاروا يقولون عنها أنها "بمائة رجل"،توسعت نشاطاتها مع التجارب الحياتية، وصارت تأخذ الطابع السياسي والاجتماعي والحقوقي،تشارك بشكل طوعي ودون مقابل، فازداد انخراطها في المجتمع، اختلطت بالرجل، عملت معه،وأيقنت أن لا فرق بينهما في العمل سوى بالعقل.


   تتعجب آثار من مجتمع يمجد الرجل، ويعزز مننزعته الشرقية، التي تصور المرأة على أنها ناقصة، ولا تكتمل إلا بوجوده، والعكسغير صحيح، وتؤكد أنها ليست ضد الرجل، وإنما تبغض تفكيره الذي يضيق بالمرأة، تفتخركثيرًا بأصول عائلتها العدنية العريقة، وبعصامية واستقلالية والدتها، التي تحدت الصعاب،وصارت واجهة اجتماعية، وتجد أن تجربة المرأة العدنية في الشوارع والميادينوالساحات رائدة ومختلفة.


   إن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة والاحتفالبعيد الأم يعنيان لآثار ذات الشيء، إلى جانب تزامنهما في نفس الشهر، وترى أن المرأةتقدمت، وحصلت على الكثير من حقوقها، وأن الدين الإسلامي أنصف وكرم المرأة، ووضعها فيمنزلة جليلة، وتذم التعصب لأي جنس ضد الآخر، مهما كان مبرراته، فلكل منهما قدراته ومميزاته،التي حباها الله به، وستظل متمسكة بتجربة والدتها، وهي تواجه معوقات من صنع مجتمعذكوري.


منال مهيممنال مهيم - رئيسة تنظيم المرأة لحزب رابطة أبناء اليمن(رأي)/ فرع عدن
   كانت طفولتها عفوية وطبيعية، تخللها الكثير منالذكريات الجميلة التي كانت تثير غضبها آنذاك، وتضحكها والأهل كثيرًا، كلما تذكروها،وأبرزها صراعها الدائم مع أخيها، عندما كان يستولي على جميع ألعابها بحجة، انه الأصغر،والولد الذي أتى بعد أربع بنات، كانت منال الرابعة بالترتيب وآخرهن، فلم يكن بيدهاسوى استخدام الحيل، ما زلت تتذكرها دائما بحب في لحظات صفاء مع  الأسرة.


   في سن المراهقة بدأت تتجه صوب القراءة والمطالعة،التي كانت ملاذها الأمن واستراحتها الممتعة، فهممت على قراءة قصص عالمية شيقة لـِ (اجاثاكريستي)، وروائع كاتبها المفضل الروائي/ إحسان عبدالقدوس، الذي تناولقضايا المرأة في كثير من المواضيع الحساسة، تجاهلها المجتمع في تلك الفترة الزمنية،رغم إعجابها الشديد بكتاباته، إلا أنها كانت تختلف معه في جرأته، التي لا حدود لهافي بعض قصصه، انتقدته، ولكنها عادت لتخبر نفسها، أن تناوله للمرأة كان في مجتمع مختلفعن مجتمعها، وتربيتها التي تجعلها تستغرب وتذهل.


   كانت منال تلعب دور حلالة المشاكل لصديقاتهاالمقربات، تلك المشاكل فيما بينهن وبين أهلهن، فقد تمكنت بمساعدة أهلها من أن تلغيزواج صديقة لها، بإكراه وبقرار تعسفي من قبل أهلها، كانت وقتها في الصف التاسع معصديقتها، إلا أنها تمكنت من ذلك بالفعل، بمناصرة صديقاتها بكافة الوسائل المتاحةوالمعقولة.


   تثق بأن محاولات المرأة متنوعة ومستمرة لأخذ حقوقها،التي نالت منها الكثير، واستطاعت انتزاعها بقوة، إلا أنها لم تتمكن حتى الآن من اخذجميع حقوقها المكفولة، ويعود ذلك لثقافة مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا، أغلبهم يرون أنالمرأة خلقت للبيت فقط، وتمكنوا بالفعل من التحايل عليها في نصوص الدستور.


   تقول منال أن من الجميل الاحتفال بالمرأة في يومهاالعالمي، إلا أنها ترى استحقاق الاحتفال بها في كل يوم، تقديرًا من الجميع، وامتنانًالعملها اليومي في خدمة أولادها وزوجها وأهلها والمجتمع بأسره، فهي تعرف عن الرسول الكريمالصادق الأمين خير مناصر للمرأة قوله "ما أكرم النساء إلا كريم، ولا أهانهن إلالئيم".اريج حيدر


أريج حيدر - ناشطة شبابية ومؤسسة مبادرة (قادة لخدمة المجتمع)
   مرت مراحل الطفولة أمام أريج بشكل طبيعي دون منغصات أو عقبات، وأن والديها عملا ما بوسعهما لإيصال أولادهما لمراحل متقدمة منالتعليم، وقد تعبا في ذلك، وأملهم كان كبير بهم، لأنهما لم يتمكنا من مواصلة دراسةالمرحلة الابتدائية.


   مشاركاتها في المعارض السنوية في المدارس، وتصميمالمجلات الحائطية والرسم، ومزاولة لعبة الشطرنج، ومشاركتها على مستوي محلي، والتحاقهابمنحة لاكتساب اللغة الإنجليزية، وحصولها على شهادة التوفل، ودخولها كلية الطبلدراسة الطب البشري، ومشاركتها في برنامج لتدريب القيادات الشبابية والانخراط في المجتمعاتالمختلفة في الولايات المتحدة الأمريكية، ومؤتمر القاهرة لخريجي برنامج القيادة الشبابية،كانت خطوات مهمة وضرورية لإنشاء مبادرتها الشبابية التطوعية الخاصة (قادة لخدمة المجتمع)،التي تهتم بالتنمية الشبابية المجتمعية.


   الاحتفال باليوم العالمي للمرأة على مستوىالمحيطين بها، تجده أريج كبقية الأيام، ولا يوجد اهتمام كبير به يستحق الذكر، وتؤكدأنها لم تحظر أي فعالية، نظمها المعنيين بخصوص هذا اليوم، لذلك لا أهمية له، طالمالا توجد مبادرات لتشجيع المرأة بالمساهمة في عملية التنمية، ومن وجهة نظرها هذا اليومهو ليس فقط للاحتفال، وإنما يجب أن يكون يوم فاصل لما كانت عليه المرأة بالأمس ومنهي اليوم وماذا سوف تكون غداً؟!


   تقول أريج أن للرجل دور مهم في مساندة المرأة لتحقيقذاتها، وفي الفترة الأخيرة بدأ يكون ملحوظًا، وبدأت المرأة تعبر عن ذاتها بشكل أفضل،وبأخذ أدوار متقدمة في المجتمع، هذا ليس لأن الرجل قد يكون السبب في ذلك، فسيطرتهعليها بدأت تقل، نحتاج الكثير من الوقت، فمجتمعنا تسيطر عليه العادات والتقاليد والأعراف،والقيود على المرأة عديدة ومفاتيحها ليست بيد الرجل وحده، وأن المرأة التي بجوارهارجل، زوج أو أب أو أخ، يساندها، تعتبر سعيدة الحظ، وسيكون تحقيق ذاتها أسهل بكثيرمن تلك التي تكبلها القيود.


   تعتقد أن الحقوق منتهكة في كل المجتمعات،وتعاني من ذلك كافة الشرائح، وإنما تكثر في شريحة المرأة الانتهاكات دون غيرها، والثقافةتلعب دور مهم، ولكي تعطى المرأة حقوقها، لا بد من أن تفهم حقوقها، وأنه من حقها،وعليها المطالبة بها، والحقوق كثيرة، وأهمها حق التعليم، والمشاركة في جميع مجالاتالحياة.ريما اليماني


ريما اليماني – فنانة تشكيلية
   بتشجيع من الأسرة وبعض الأصدقاء تمكنت ريما منزيادة إلمامها واهتمامها بالرسم، هوايتها المفضلة منذ الصغر وخلال مراحل حياتهاالمختلفة، حتى الآن، إلى جانب حبها للقراءة والكتابة، كانت تشبع تلك الهوايةبالألوان المائية والخشبية، وعند التحاقها بالثانوية العامة كرست هذه الهواية في أغلبنشاطاتها، وبانتقالها إلى المرحلة الجامعية، وعلى الرغم من أن المجال الذي التحقتبه، بعيد كل البعد عن هوايتها، إلا أنها لم تهملها، وكانت في حال فراغها تستمتع بالرسم،وقراءة كل ما هو جديد في عالم الفن التشكيلي، ومتابعة الثقافة البصرية والفكرية المتعلقةبهذا المجال، وبدخولها معهد الفنون الجميلة، صقلت موهبتها، وتوسعت في بحر الفنون التشكيلية.


   وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها من عدمتقبل بعض شرائح المجتمع لهذا الفن، إلا أنه من وجهة نظرها، الفن التشكيلي نشاط مستمريتفاعل معه المجتمع على مر الزمن، وتعبير فكري ووجداني وتقني، ذو صبغة نفعية حضارية،يتفق مع النظرة الإسلامية له، وعلى الصعيد العالمي هو جزء من الصناعة والعمران والوسائلالثقافية والإعلامية والإنتاجية، خالد خلود الحضارة، وقائم ما قامت الحضارة، ومع ذلكفهو بحاجة إلى حرية وحماية ورعاية وتقدير لكونه تعبيرًا وفكرًا وإبداعًا وثقافة.


   تؤمن ريما بأن الفنان إنسان متميز من حيث حساسيتهللشئون الجمالية من اجتماعية وثقافية وفكرية، وصاحب لغة ومطور للتراث ومحركللإدراك الحسي والبصري، فكيف الحال إذا كان الفنان امرأة؟! يجب عليها بحكماهتمامها أن تبلغ رسالتها، وتكون فعالة ومشاركة في مجتمعها ووطنها، قادرة على تحملالهموم ومواجهة المشاكل ومحاولة حلها، لذلك يجب على المعنيين رعايتها وحمايتها من الفاقةوالهجرة والاغتراب.


   تقدر وتحترم ريما الاحتفال باليوم العالمي للمرأة،لكن عدد الناشطات الفعالات واللاتي يعملن من أجل المرأة بصدق وقوة وحماس بنظرها قليلجدًا، كما توجد منظمات وجمعيات نسائية تعمل لصالح المرأة، ولكن ليس بالشكل المطلوب،يؤدي إلى تحرير المرأة ومساواتها الكاملة بالرجل، قضية المرأة هي قضية المجتمع ككل،ولا شك أن الحل الجذري لا بد أن يتسق مع تنمية شاملة، لكن ذلك لا يلغي ضرورة البدءبمحاولات للنهوض بواقع المرأة وتحرير طاقاتها الخلاقة.


   تقول ريما، أن من الضروري ألا تختلط الأمور، فيتحولالنضال من أجل حقوق المرأة إلى صراع بين الجنسين، وهو خطأ وقعت فيه بعض الحركات النسائية،مما انعكس سلبًا على إمكانية كسب حلفاء لهن من معسكر الرجال، مع الإقرار بالمكتسباتالتي حقّقتها المرأة خلال الفترة الماضية، إلاّ أن ذلك لا يلغي حقيقة أن الكثير منالعنف والتمييز لا زال يمارس في مجتمعنا، وبين ثنايا قوانيننا وتشريعاتنا، الأمر الذييقتضي عدم دفن الرؤوس في الرمال، بل العمل بدأب لمتابعة مسيرة النهوض بالمرأة في كلالأماكن والأزمنة والمجالات.


حنان محمد فارع- ناشطة حقوقية ورئيسة مؤسسة (وعي) لحقوق الإنسانحنان فارع
   تحمل حنان في قلبها الجميل السرمدي لسيدتين،كان لهما دوراً مؤثراً وبارزاً في حياتها، الأولى جدتها لأمها التي شجعتها على التعليم،رغم أنها أمية، ضحت بالكثير من أجلها، والثانية والدتها التي كانت رمزًا للمرأة العاملةالمستقلة، قدمت لها الكثير من النصائح، إلا أنهما انتقلتا إلى رحمة الله، منهما استمدتقوة إيمانها وصلابتها وتحملها للمسؤولية وقوة شخصيتها، وعشقها للحرية والاستقلالية،واليوم إخوتها يقفون إلى جانبها، يباركون كل خطواتها.


   تعرف حنان عن المجتمع العدني، التمدن والتحضر واحترامهللمرأة الجادة وتقديسه لعملها، وترى إن المعوقات الحقيقية تكمن في من يحاول أن يفرضعلى المرأة أن تكون مجرد تابع، بالإضافة إلى عدم القبول الآخر، وهذا تواجهه المرأةوالرجل على حدا سواء.


   بداية نشاطها كان في عالم الصحافة، حققت نجاحاًملموساً وحضورًا لافتًا، تجاوزت الكثير من العثرات وقفت كالجبال أمامها، صعب عليهاهدها وتفتيها، أحبت الصحافة كثيراً، فقد كانت سبباً لاكتشاف ذاتها، ومعرفتها بامتلاكهاقدرات لم تكن على علم بها، ظهرت عبرها للعلن، وأدت إلى التحاقها بالنشاط الاجتماعيوالحقوقي، وهو العمل الذي قربها أكثر من الناس ومعاناتهم، تعتبرها فرصتها الثمينة لتحقيقطموحها واثبات ذاتها أكثر، تعرضت لتجارب حياتية عديدة، كان لها بصمة في إثراء حياتهاالعملية، وغيرت ملامح شخصيتها.


   في الوقت الحالي تركز نشاطها على تأييد ومناصرةقضايا حقوق الإنسان بشكل عام، وحقوق المرأة بشكل خاص، وتفعيل مؤسستها الخاصة (وعي)،من خلال إقامة عدد من الأنشطة والفعاليات التي تخدم المجتمع، وبحسب الإمكانات المتوفرةلها، إلى جانب عملها في مجال تعليم الأطفال.


   تتعاطف حنان مع شريحة كبيرة من النساء،اللاتي لا يعني لهن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة شيئاً، فهن يكدحن، دون أن يشعربهن أحد، ولا يجدن تقدير واهتمام، ونساء أخريات يواجهن العنف والحرمان، يعتبرن اليومالعالمي للمرأة مجرد يوم عادي يمر في حياتهن دون أي تغيير، قلة هن النساء اللاتييحتفلن في هذا اليوم وبانجازاتهم، ويكرمن من قبل المعنيين والمهتمين ومن نساءمثلهن، بالنسبة لها فإن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، رسالة للاهتمام بالمرأة وتحسينأوضاعها.


   لا تريد حنان أن تكون متحاملة على الرجال، فالمعاملةتختلف من رجل إلى آخر، فهناك الكثير من الرجال يعاملون المرأة باحترام وتقدير لجهودها،يقفون إلى جوارها إيماناً منهم بحقها في إثبات ذاتها في الحياة العملية، وأنها جديرةبأن تنال مكانة رفيعة في المجتمع، آخرون لا تزال عقولهم متحجرة، لا يروا من المرأةغير الجسد، هم من دعاة الزواج المبكر وحرمان الفتاة من التعليم وكافة حقوقها تحت ذريعةالحلال والحرام.


   ترى حنان أن القانون ساوى بينالمرأة والرجل في الحقوق، ولكن غياب آليات تطبيق القانون، وسيطرة العادات والتقاليدعلى الحياة العامة، كرست النظرة الدونية للمرأة، ويبقى على المرأة ومناصريها النضالالدءوب للضغط من أجل تفعيل القوانين، لإنصافها وإعادة كرامتها، وتعتقد أن قيام الدولةالمدنية، هو الضمان الحقيقي، لأن تنال المرأة حقوقها، إلى جانب مناصرة الرجال المتنورينوالواعيين.


 ليس في نهاية هذا التقرير ختام، فالرائعات السابقات السباقات قد أوفينواكفين، والقادم بالشراكة معهن..
---------------------------
*/ م. عاد نعمان – كاتب صحفي وناشط ميداني
رئيس مركز (عاد) للطفولة والشباب ومسئول ثقافيفي نادي الميناء الرياضي الثقافي


 

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)