آخر الأخبار
 - فهذه الأرملة لم تكن لتثبت صدق مشاركتها مشروع الشباب المتمثل بالاحتجاجات والاعتصام المستمر في الساحة إلا لأنها يتيمة ليس لها عائل سواها.. ومنذ بدء الاعتصام في ساحة التغيير كانت عطاء هي السباقة للانضمام من فئة المسحوقين والضعفاء, حيث لم تكن تتخلف عن أي من المسيرات وفي الصفوف...

الأربعاء, 07-مارس-2012 - 23:31:09
مركز الإعلام التقدمي- محمد القاسم -
ـ تعرضت للاعتداء أكثر من مرة من قبل أشخاص يدعون انتماءهم للثورة كما تعرضت لكثير من التهم (مندسة, أمن قومي) إلى حد اتهامي في شرفي
ـ حاولت إحراق نفسي بسبب الظلم الذي أواجهه في الساحة وقيام البعض بالاعتداء عليَّ
ـ هناك من ينتقص من لوني ويدعوني بالخادمة
ـ الإصلاحيون سرقوا الثورة

.. ما أسهل سحق الضعفاء في هذا العالم, يقول الكاتب الروسي الكبير, أنطوان تشيخوف في قصته (الساذجة) وتقولها أيضاً ملامح وجه المرأة المنكسرة في ساحة التغيير المعروفة بـ(عطاء علي صالح) من محافظة الحديدة والتي نذرت نفسها لظلم البشر ودونيتهم منذ فقدانها أهلها الذين تعرضوا جميعاً لحادث مروري في تهامة وكذا موت زوجها اثر مرض عضال أودى بحياته.

فهذه الأرملة لم تكن لتثبت صدق مشاركتها مشروع الشباب المتمثل بالاحتجاجات والاعتصام المستمر في الساحة إلا لأنها يتيمة ليس لها عائل سواها.. ومنذ بدء الاعتصام في ساحة التغيير كانت عطاء هي السباقة للانضمام من فئة المسحوقين والضعفاء, حيث لم تكن تتخلف عن أي من المسيرات وفي الصفوف الأولى تتقدم كما لو أنها رجل.. رغم ذلك إلا أن ثورية عطاء لم تشفع لها, فقد تعرضت للاعتداء المرة تلو الأخرى من قبل أشخاص يدعون انتماءهم للثورة, كما تعرضت للسرقة والتهديد بالضرب والحبس عوضا عن اتهامها بكثير من التهم الباعثة على القرف كقولهم, ( مندسة أمن قومي) إلى حد اتهامهم لها في شرفها بعض الأحيان.

لقد قامت عطاء أكثر من مرة بحرق نفسها ضجرا -كما تقول- مرة أمام المنصة بسبب "رفض القائمين على المنصة إعطائي الميكرفون لأتكلم عن الثورة ومرة قمت بإحراق ملابسي أمام قناة "الجزيرة" عندما لم يجروا معي مقابلة".

وتضيف: "أما المرة الأخيرة قبل أسابيع فقد حاولت الانتحار بحرق جسدي من أجل العدالة "حد قولها وكذا إرضاء لصمت العامة في الساحة على ما تتعرض له من اعتداءات وانتهاكات لدرجة أنها فكرت يوماً بقضاء أيامها في مكان إلقاء القمامة وهو ما لم يحرك إنسانية الثائرين من أجل العدالة والإنسانية وقيم المواطنة هناك وكأن الأمر لايعنيهم في شيء وأن عطاء لا تستحق الدفاع عن إنسانيتها لطالما اختصروا الإنسانية في الجنس واللون.

وكما يقول تشيخوف "أوَلَا يعقل أن يوجد في هذا العالم النابض بالظلم والأحقاد والشراسة إنسان بلا أنياب أو مخالب" لربما، يستحق هذا الألم أن نثور في هذه الدنيا من أجلـه وحده لا من أجل آلاف الأفكار والاختيارات الدعائية "فثمة واحد عظيم يستحق العيش هو الإنسان" كما يقول جي دو موباسان في روايته (اليتيم).

لقد كان على أحدنا تأمل تلك المرأة وسيل من جراحات الإنسان المعذب في أرجاء غابة الظلم ينداح في أوردته وهي تشكو نظرة البعض لها بعنصرية -كما تقول- "فهناك من يدعوني بالخادمة مثلاً".

فهذه المسكينة التي تحمل ثورة من الغضب تحاول أن تنشد الناس آلامها لكنهم يصفّقون، حسب تعبيرها, فهي وإن رغبت الحديث عن الثورة لا تجد ما تقوله سوى أن"الإصلاحيين سرقوا الثورة".

* صحيفة (اليمن)
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)