آخر الأخبار
الثلاثاء, 06-مارس-2012 - 01:54:26
 -  حتى الشيخ صادق الأحمر ما فتئ يعلن على الملأ أن "الدولة المدنية" أمنيته ومطلبه ومنتهى أمله وغاية مراده!!.. أما ما هو مبلغ علم الشيخ عن هذه "الدولة المدنية" التي يهرف بها, فذلك باختصار: "مستعدين نمشي من غير سلاح" كما ورد على لسانه ذات تجلٍ مدني عاصف.. مركز الإعلام التقدمي- عبد الله السالمي -
 حتى الشيخ صادق الأحمر ما فتئ يعلن على الملأ أن "الدولة المدنية" أمنيته ومطلبه ومنتهى أمله وغاية مراده!!.. أما ما هو مبلغ علم الشيخ عن هذه "الدولة المدنية" التي يهرف بها, فذلك باختصار: "مستعدين نمشي من غير سلاح" كما ورد على لسانه ذات تجلٍ مدني عاصف..

 صادق إذاً – مع حفظ الألقاب والنعوت والأوصاف- مستعد.. هو لم يفعلها بعد, لا هو ولا الذين يلونه من أبناء أبيه المولعين بالطبع, فطرة وسليقة, بالدولة المدنية!! ولكنهم مستعدون لها, وللشدائد أيضاً.. ومن لوازم الاستعداد للشدائد, من دون ريب, أن يقتصر المشي بغير سلاح على المسافة الفاصلة بين باب "الديوان" وصدره, حيث يتربّع الشيخ.. يخزّن القات ويستعد لـ"الدولة المدنية".. أي: "المشي بغير سلاح"!!

 لا أقصد التشكيك في نوايا الشيخ تجاه الدولة المدنية, أو التلميح إلى أن بينه وبينها من القطيعة المعرفية والسلوكية ما يوجب عليه أن يكون آخر من يتحدث عنها, فمعاذ الشيخ أن يخطر ببالي مثل ذلك.. وغاية ما في الأمر أنني أتساءل عن ما إذا كان ولع صادق الأحمر الطافح بالدولة المدنية في ضوء فهمه لها, يعطيه –لأنه مستعد فقط للمشي بغير سلاح- حق الجمع بين زعامة "حاشد" وقبيلة افتراضية أقصى ما يعرفه عنها أن اسمها "الدولة المدنية"؟!

 أرى أن مهمة الإجابة على هكذا تساؤل من الصعوبة حدّ وجوب عرضه على شيخ ذي لحية حمراء فاقع لونها تسرّ بائعي "الحناء" ويغضب لرؤيتها "الصابغون" بالأسود, المغضوب عليهم في شرع أولي "الأحمر".

 وإلى أن أتمكن من اللحاق بأحد ذوي اللحى الحمر أولئك, إنْ على منبر جمعة شارع الستين في العاصمة صنعاء, أو من خلال السير الى حيث يشتهر, على ضفة الشارع ذاته, أكبر تجار "الإيمان" بالجملة, و"أبو فأس" و"بتاع كله".. سأفترض أنه ليس من الصحيح أن تظل "الدولة المدنية" بلا شيخ.. أما لماذا؟ فعلى الأقل إذا فاتتنا هذه الأخيرة نكون قد ضمنّا الشيخ.. شيخ الدولة المدنية, وياله من مكسب.

 بوسع قناة الشيخ الفضائية أن تعفيني من أمر التطلع وجهاً لوجه في أحد ذوي اللحى الحمراء وثيقي الصلة بها, ويكفي أن تأتي بأحد "حمران الذقون" ليعدد على شاشتها مناقب كبير "حمران العيون" التي على رأسها ريادته للتغيير في اليمن!! وإرسائه دعائم الدولة المدنية!! وتفرده بتقديم أنموذج ديمقراطي أسفر عن امتلاك أسرة واحدة لمقاعد في البرلمان تشكل كتلة نيابية عجزت عن الوصول الى أدنى منها أحزاب لها تاريخ!!

 ويمكن للشيخ أحمر اللحية أن يزعم أن أحدهم جاءه في المنام, وهو في طريقه الى القناة مشياً على الأقدام, قائلاً له: "يا أحمر اللحية الزم أحمر اللقب, فوحق من جعل بياض لحيتك أحمر لو سلك حليقو اللحى وادياً وسلك الشيخ الأحمر وادياً آخر لسلكت وادي الأحمر".. ويمكننا عندها قياساً على حكاية قيلت لنا من قبل أن نقول: وحق حمران الذقون والعيون لن نرضى أن نعود بالغنائم فيما غيرنا يعود بالشيخ راكباً الجمل بما حمل.

 من الذي جاء الشيخ أحمر اللحية في المنام؟.. أظن أنها الإضافة المميزة "الوحيدة" من جهد الشيخ عايض القرني التي سيضعها في كتاب جديد سيصدر له قريباً, ربما مكرس عن "الثورة" اليمنية, والله وحده العالم ممن "لطشه" هذه المرة.. هذا على افتراض أن في الغثاء الذي تضمنته كتيبات راجت في "ساحة التغيير" بصنعاء تؤرخ لما يسمونها "ثورة" ما يستحق "اللطش" من مثل الشيخ والداعية السعودي القرني, أما والاحتمال ضعيف فلربما كان هذا الأخير يترصد ما ينطق به عن اليمن خبير الثورات العربية "الكبير جداً جداً" عزمي بشارة, وعلى شاشة "الجزيرة" حصرياً.

 تباً لسيرة "اللطش" واقتحامها مقيل الشيخ الأحمر.. أما كان ينبغي أن لا نعكر صفو استعداده للمشي من غير سلاح؟ فعذراً يا شيخ الدولة المدنية التي ليس فيها من حقيقة إلا أنت.. ويكفي أنت.. يا أنت..
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(مركز الإعلام التقدمي)